نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا مطولا عن اللواء عمر سليمان وقصة ترشحه للرئاسة، وتطرقت الصحيفة إلى العديد من الملفات وكشفت العديد من الأسرار حول علاقة سليمان بجهاز المخابرات حاليا وكيف أنه جمع 30 ألف توكيل في 48 ساعة، وعلاقته بالمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، ودور المخابرات في حملته الانتخابية.
اللواء عمر سليمان
وقالت الصحيفة انه بعد ان ظل مختفيا لمدة عام تقريبا بعد القاء بيان تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، عاد عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الى المشهد العام من جديد محاولا ان يبدأ حياته التي اقتربت من الـ75 عاما من جديد.واشارت الصحيفة الى ان سليمان الذي زار السعودية لأداء فريضة الحج العام الماضي وظن الكثيرون انه بذلك اراد ان يختم حياته بهذه الفريضة التي يسعى كل المسلمين لآدائها قبل وفاتهم، الا ان رجل المخابرات والرجل الثاني في عهد مبارك أطل على الشعب مرة اخرى من خلال ترشحه لانتخابات الرئاسة.
30 ألف توكيل في 48 ساعة
واوضح ان سليمان مازال يركب سيادة رسمية وتحاط به الشرطة العسكرية التي تحرسه، كما يسكن في فيلا فاخرة تخضع لحراسة مشددة، ولازال الحراس على ابواب مقر جهاز المخابرات يرشدون الزوار الى مكتبه بالداخل. وإن حملته الانتخابية تدار بمعرفة مدير مكتبه وكبير الموظفين في المخابرات الذي لازمه طويلا في جهاز المخابرات، وربما تدار الحملة من داخل مقر المخابرات، وهو ما جعل البعض يقولون إن ذلك يفسر كيف نجح سليمان في جمع اكثر من 30 ألف توكيل من المواطنين في أقل من 48 ساعة.
سر حسين كمال
وذكر ان الضابط المعجزة حاليا ليس هو سليمان بل الرجل الذي كان يقف خلف سليمان اثناء القاء بيان تنحي مبارك في فبراير 2011 وهو حسين كمال الشريف كبير الموظفين في المخابرات ومدير مكتب سليمان، الذي يدير حملته الانتخابية حاليا.واوضحت الصحيفة ان سليمان الذي بزغ من الظل، اثار المخاوف لدى البعض، والامال لدى البعض الاخر، فالاسلاميون الذين خرجوا بالالاف الى الميادين اليوم، اعربوا عن قلقهم من ترشحه، بل انهم اتهموا المجلس العسكري الحاكم بأنه يخطط لتزوير الانتخابات والمجىء بسليمان الى الرئاسة، في حين رأى آخرون ان سليمان هو الامل للاستقرار واستعادة الامن والرخاء الاقتصادي.
مشير محمد حسين طنطاوي
وذكر ان سليمان برر ترشحه بأنه وجد جماعة الاخوان المسلمين تتقدم نحو الاستحواذ على السلطة في البلاد فأراد ان يوقفها من تحقيق مشروعها باقامة دولة دينية في مصر. وقال في حديثه لصحيفة مصرية مستقلة انه يخشى على مستقبل البلاد، فقد نفى اي علاقة مع المجلس العسكري، وان يكون هو الذي دفعه للترشح، ولكنه اعترف بأنه يقوم بعرض خبراته وقدراته بشكل تطوعي وباتصال شخصي، من اجل مساعدة مصر على تجاوز الازمات.
علاقة سليمان بالمخابرات ودورها في الانتخابات
ونقل عن هبة موريف الباحثة في منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق اللانسان قولها: "ان استمرار علاقة سليمان بجهاز المخابرات تثير العديد من التساؤلات حول مصداقية ونزاهة الانتخابات الرئاسية، خصوصا ان المخابرات لها تاريخ طويل ومعروف من استخدام التعذيب والرقابة الداخلية وتزوير الانتخابات وشن الحملات على الاسلاميين المعارضين االذين يقودون الحملة على سليمان حاليا". واضافت ان المخابرات ركزت بشكل اكبر على الدور الداخلي والمحلي بعد حل جهاز امن الدولة السابق. واشارت الى ان تدخل المخابرات في العملية الانتخابية ليس غير شرعي فقط بل انه يضر بشكل خطير في ثقة الرأى العام في نزاهة الانتخابات.
ووصفت هذا الوضع بأنه "قبلة الموت في تحول مصر"، الا ان حسين الشريف رفض هذه المخاوف، وعندما سئل عما اذا كان من المناسب واللائق ان يدعم مسئولو المخابرات مرشح للرئاسة، اجاب: "أن المسألة رأي شخصي".واكد الشريف ان المخابرات كؤسسة عامة ليس لديها ما تقدمه لسليمان وحملته، أما بخصوص دوره الشخصي، فهي حرية وخيار شخصي. وقال الشريف وهو يجلس في احد المطاعم القريبة من مقر المخابرات انه يعتزم افتتاح مكتب منفصل لحملة سليمان بعيدا عن مبنى المخابرات، واضاف انه ترك المخابرات رسميا، رغم ان الصحفي الذي زاره وجده داخل مقر المخابرات. واثناء تواجده في المطعم، ارسل له قاض بارز من المحكمة الادارية "كيكة بالكريمة".
طنطاوي يكره سليمان

طنطاوي يكره سليمان
وذكر ان سليمان الذي كان بمثابة المستشار الاول لمبارك، كان المنافس الاول لوزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، الذي كان رئيسا لسليمان في الاكاديمية العسكرية يوما ما، والآن رئيس المجلس العسكري. ونقلت الصحيفة عن شريف بسيوني خبير القانون المصري الذي يحمل نوعية امريكية، ويعرف الرجلان، سليمان وطنطاوي، ان طنطاوي لا يحب سليمان، كما انه كان العقبة الاخيرة في خطة مبدئية لمبارك بتسليم السلطة الى عمر سليمان، وهو ما عارضه طنطاوي والمجلس العسكري الذي اصر على ان يختفي سليمان من الساحة.
الإخوان سبب تحسن العلاقة بين طنطاوي وسليمان
إلا أن الظروف والعلاقات تغيرت بعد ان تعرض المجلس العسكرى لضغوط متزايدة من جماعة الاخوان المسلمين، خصوصا مع اقتراب تسليم المجلس العسكري للسلطة لرئيس منتخب في يونيو المقبل، حسبما يرى دبلوماسيون امريكيون ومصريون. ونقل عن اللواء المتقاعد سعد العباسي الذي تعرف على اللواء سليمان خلال برنامج تدريب للضباط، وينظم حاليا حملة لصالحه قوله: "ان الحملة لسليمان بدأت منذ تنحي مبارك وليس من الآن، فالبلاد تحتاج لهذا الرجل القوي القادر على استعادة الامن والاستقرار.وتحدثت الصحيفة عن التوكيلات التي تدفقت على سليمان من انحاء الجمهورية، وليس