في الانتخابات الرئاسية الستين بتاريخ الولايات المتحدة، أدلى الأميركيون أمس الأربعاء بأصواتهم لاختيار رئيس لبلادهم خلفا لجو بايدن المنتهية ولايته، ليحقق المرشح الجمهوري دونالد ترمب النصر عقب حصوله على أكثر من 270 صوتا في المجمع الانتخابي. واعتمدوا على آلات التصويت للإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحهم. لكن قبل ظهور هذه الآلات، اعتمد الأميركيون منذ أول انتخابات رئاسية على طرق عديدة للتصويت.
التصويت الصوتي
فخلال الخمسين عاما الأولى من تاريخ الانتخابات الأميركية، لم تكن عملية التصويت، في الغالب، سرية كما لم يعتمد الناخبون على ورقة الاقتراع. وبدلا من ذلك، اتجه أولئك الذين يحق لهم التصويت، أي الرجال البيض، نحو المحكمة المحلية للإدلاء بأصواتهم. حيث كان القاضي يطلب من الناخب أن يقسم على الكتاب المقدس بصحة هويته وعدم إدلائه بصوته بوقت سابق من اليوم. ومن ثم، ينطق الناخب بصوت عال اسم الشخص الذي يريد التصويت له. وأطلق على هذا النوع من التصويت اسم التصويت الصوتي. لكن تدريجيا، اندثر هذا النوع من التصويت بالقرن التاسع عشر. وقد كانت ولاية كنتاكي آخر المناطق التي ظلت تعتمد على التصويت الصوتي لحدود العام 1891.
التصويت الورقي
أما أوراق الاقتراع فسجلت أول ظهور لها في أوائل القرن التاسع عشر. وبتلك الفترة، لم تكن أوراق الانتخاب موحدة حيث لم يشرف مسؤولو الانتخابات الحكوميون على طباعتها وإعدادها. وفي المقابل، كانت أوراق الانتخاب عبارة عن قطع صغيرة من الورق التي يأتي بها الناخبون عقب كتابة اسم مرشحهم عليها. وبالسنوات التالية، اتجهت الصحف الأميركية لطباعة أوراق وضع عليها اسم المنصب الذي سيتم تحديد صاحبه بالانتخابات. وبناء على ذلك، يقتني الناخبون هذه الأوراق ليدونوا عليها اسم مرشحهم لهذا المنصب.
لاحقا، اتجه الحزبان الجمهوري والديمقراطي لطباعة أوراق انتخاب خاصة بهما يتم وضع اسم مرشحهم فقط عليها. وعلى مدار سنوات تبادل الحزبان الاتهامات حول عمليات التزوير والغش. وأمام هذا الوضع، جاء الحل من أستراليا التي كانت متقدمة بمجال التصويت الورقي. واقتداء بالمثل الأسترالي، اتجه المسؤولون الحكوميون لطباعة أوراق انتخاب موحدة كتبت عليها أسماء جميع المرشحين وتسلم للناخبين بمركز الاقتراع. إلى ذلك، مثلت ولايتا نيويورك وماساتشوستس أول من اعتمد على هذا النظام الانتخابي الأسترالي الجديد عام 1888.
آلة التصويت بالرافعة ونظام البطاقة المثقبة
ثم أواخر القرن التاسع عشر، ابتكر جاكوب مايرز (Jacob H. Myers) آلة التصويت بالرافعة. وما بين عامي 1910 و1980، هيمنت هذه الآلة، والنسخ الأخرى المشابهة لها، على عمليات الاقتراع بالولايات المتحدة الأميركية. وكانت آلات التصويت الأولى ثقيلة من حيث الوزن وضخمة من حيث الحجم. وقد ثبتت لفترات طويلة بمراكز الاقتراع واستخدمت فقط خلال الانتخابات. إلى ذلك، كان التصويت على هذه الآلات سهلا حيث وضع عند اسم كل مرشح رافعة صغيرة. ومع وصوله بمكان الاقتراع، يقدم الناخب على سحب رافعات المرشحين، أو المرشح، الذي اختاره. وإذا أراد الناخب التصويت على خط حزبي واحد، احتوت آلة التصويت على رافعة أوتوماتيكية تقوم بالتصويت بشكل تلقائي إما للجمهوريين أو الديمقراطيين في حال سحبها.
ومع سحب آخر رافعة بها، تقوم الآلة بإحتساب صوت الناخب. ومع فتح الستار لمغادرة خلوة الانتخاب، تقوم الآلة بإعادة ضبط نفسها استعدادا للناخب التالي. بحلول ستينيات القرن الماضي، ظهرت عمليات التصويت بالبطاقات المثقبة. ويعود الفضل في ذلك لمؤسسات إعلامية مثل شركة إي بي أم (IBM) التي اتجهت للترويج لعصر الكمبيوتر. وبفضل هذه العملية، كان من الممكن عد الأصوات بفضل الكمبيوتر بشكل سريع. إلا ذلك، كسب هذا النظام سمعة سيئة بانتخابات العام 2000 عقب عملية إعادة الفرز اليدوي بفلوريدا والتي أثبتت وجود أخطاء.
تعليقات الزوار | اضف تعليق