مع اقتراب سقوط فرنسا وهزيمتها على يد الألمان، أعلنت إيطاليا، على لسان الدوتشي (Duce) بينيتو موسوليني، يوم 10 حزيران/يونيو 1940 دخولها الحرب العالمية الثانية بشكل رسمي ضد كل من بريطانيا وفرنسا. وخلافا لما كان متوقعا، فض ل الإيطاليون عدم الالتحاق بالحملة الألمانية مؤكدين على رغبتهم في شن حملاتهم العسكرية الخاصة، بهدف إعادة أمجاد الإمبراطورية الرومانية. إلى ذلك، لم يحقق الإيطاليون أية إنجازات تذكر حيث تعرضت قواتهم لنكسات بكل من فرنسا واليونان وشمال إفريقيا واضطروا لطلب المساعدة من الألمان. ولمد يد العون لحلفائهم الإيطاليين، أجبر الألمان على تأخير حملتهم العسكرية ضد الاتحاد السوفيتي لأشهر.
إزاحة موسوليني من الحكم
مع تعقد الوضع على الجبهة وخسارة الإيطاليين بشمال إفريقيا وقصف الحلفاء لروما يوم 16 أيار/مايو 1943 ودخولهم صقلية يوم 10 تموز/يوليو من العام نفسه، اتجه الملك الإيطالي فيكتور إيمانويل الثالث (Victor Emmanuel III) لعقد مشاورات سرية مع عدد من كبار المسؤولين بالحزب الفاشي الذين عرفوا بمعارضتهم لسياسة بينيتو موسوليني أملا في التوصل لاتفاق لإزاحة الأخير من سدة الحكم. يوم 25 تموز/يوليو 1943، عرض المجلس الفاشي الإيطالي خطة لإعادة السلطة للملك إيمانويل فيكتور الثالث. وبنفس ذلك اليوم، أعلن الملك الإيطالي إنهاء مهام موسوليني وعزله بشكل رسمي من منصب رئيس الوزراء. وعلى إثر ذلك، اعتقل موسوليني من قبل قوات الكارابينييري (Carabinieri)، أي الدرك الإيطالي، وأرسل نحو المنفى.
وبدلا من موسوليني، استلم المارشال بياترو بادوغليو (Pietro Badoglio) مهام رئيس الوزراء الإيطالي واتجه لتشكيل حكومته التي لم تتأخر في فتح قنوات اتصال مع الحلفاء بهدف تأمين خروج إيطاليا من الحرب العالمية الثانية وإنهاء جميع المهام القتالية للجيش الإيطالي بهذا الصراع العالمي الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف من الإيطاليين. وللتفاوض مع الحلفاء، أرسل الإيطاليون ثلاثة جنرالات للشبونة. ومع وصولهم هنالك، عمت حالة من الفوضى بين هؤلاء الجنرالات حول مسألة قيادة الوفد الإيطالي. وفي النهاية، اختير الجنرال جيوزيبي كاستيلانو (Giuseppe Castellano) للتفاوض باسم إيطاليا مع ممثلي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.
اتفاق الحلفاء وإيطاليا وغزو هتلر للأخيرة
يوم 3 أيلول/سبتمبر 1943، وقع الإيطاليون والحلفاء اتفاقا يضمن خروج إيطاليا من الحرب مقابل عدد من الشروط التي تضمنت تسليم بينيتو موسوليني، وعدد من مؤيديه، للأميركيين وتحييد البحرية الإيطالية بشكل كامل عن طريق إرسال سفنها، البالغ عددها حينها 206 سفن حربية، نحو شمال إفريقيا بهدف منع وقوعها بقبضة الألمان. وفي المقابل، ضغط الوفد الإيطالي من أجل ضمان توفير الحلفاء للحماية الكافية لإيطاليا لمنع اجتياحها من طرف الألمان.
مع إعلان توقيع الهدنة بشكل رسمي يوم 8 أيلول/سبتمبر 1943، أرسل الألمان طائراتهم لقصف عدد من البوارج الحربية الإيطالية التي أبحرت تجاه شمال إفريقيا. وقد أسفرت عملية القصف حينها عن غرق أو تخريب عدد من كبرى السفن الإيطالية كالسفينة روما التي استهدفت بقنبلة موجهة من نوع فريتز إكس (Fritz X). أيضا، قاد الألمان عملية ناجحة لتحرير بينيتو موسوليني الذي استعاد منصبه يوم 23 أيلول/سبتمبر 1943 عقب غزو الألمان لشمال ووسط إيطاليا.
تعليقات الزوار | اضف تعليق