تبدء قصة "كورى نيفيز" عندما قررت أسرته ترك ولاية نيويورك عام 2009 والانتقال للعيش في ولاية نيو جيرسي. كان "كوري" يبلغ من العمر خمس سنوات، لاحظ رغم صغر سنه أن والدته تحتاج الى سيارة تستخدمها في التنقل داخل المدينة، قرر أن يساعد أمة على تحقيق رغبتها، فقام بتجهيز عربة خشبية صغيرة وبدء في صناعة وبيع الكاكاو الساخن وعصير الليمون للمارة.
هذا ما مكنة من تحقيق أرباح جيدة، ومع الوقت قرر أن يطور مشروعة الصغير، وفعلا تمكن من صناعة وبيع الكعك الشهي. استطاع أيضا التعاقد مع أكثر من سوق داخل المدينة، وبدأت منتوجاته في الانتشار بشكل ملحوظ، إلى أن وصلت إلى أسواق ولاية نيويورك المجاورة.
انتشرت مأكولات "كورى نيفيز" بمرور الوقت، وقرر أ ن يؤسس شركته الخاصة وهي شركة :"Mr.Cory’s cookies" والتي حققت أرباحا كبرى. يمتلك "نيفز" الآن مكتب خاص في أمريكا، كما لشركنه موقع رسمي ووسائل التواصل الاجتماعي، ويقدم حلويات بجودة عالية وأسعار مختلفة.
طفل بدرجة رائد أعمال ومدير تنفيذي
على الرغم من أنه قد يبدو الأمر حقيقة جيدة لدرجة يصعب تصديقها، إلا أن العديد من رجال الأعمال الناجحين بدأوا حياتهم المهنية كأصحاب أعمال في سن الطفولة. لم يسمح هؤلاء الأفراد لأعمارهم بالوقوف كعقبة أمام تحقيق أحلامهم، ولا ينبغي لك ذلك أيضًا. واليوم بفضل تكنولوجيا، يتمتع الأطفال والمراهقون بفرص أفضل في عالم الأعمال. على الرغم من أن العديد من المراهقين يفتقرون إلى إمتلاك سيرة ذاتية قوية، إلا أنهم يمتلكون ميزة قوية تساعدهم على التميز، ألا وهي فهمهم لعالم الإنترنت.
فنجد إن بسبب نموهم في الفترة الزمنية المُصاحبة لظهور ثورة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، يعرف الأطفال والمراهقون جيدًا كيفية اكتشاف الاتجاهات التي يريدون اتباعها وكيفية التأثير على الآخرين، وأن يستخدموا تلك المعرفة التي تتيحها أعمارهم لهم؛ لبدء عمل تجاري خاص بهم.
وهذا تمامًا مثلما فعل "Cory Nieves - كوري نيفيز"، ذلك الطفل الأمريكي، الذي يُعد نموذج يستحق التمعن فيه، كمراهق نجح في توظيف الإنترنت لتأسيس عمل تجاري ناحج له، على الرغم من صغر سنه، والذى لا يتجاوز بأي حال من الأحوال الـ 14 عام. وأستطاع أن يجذب إليه أنظار العالم، ويحقق شهرة واسعة النطاق في دُنيا الشركات الناشئة، ليصبح أصغر الرؤساء التنفيذيين CEO في الولايات المُتحدة الأمريكية، وواحد من أهم رواد الأعمال حول العالم. والآن، إذا كنت لا تعرف بالضبط ما تريد فعله حتى تصبح رائد أعمال ملء السمع والأبصار، تابع معنا قصة المراهق الأمريكي "كوري نيفيز"، لعل قصته تلهمك، وتثير عصير أفكارك الإبداعية.
"كوري نيفيز" طفل أمريكي يؤسس شركة ناشئة
يشعر معظم الأطفال في سن 14 عامًا بالقلق من الحصول على درجات جيدة، لكن "كوري نيفيز" لديه أهداف أخرى تدور في ذهنه، مثل: إدارة شركته الخاصة الناجحة، والذي يعمل كمدير تنفيذي لها؛ وذلك من أجل دعم والدته. ففي عمر الـ 6 سنوات فقط، أسس"نيفيز" شركته الناشئة "Mr. Cory’s Cookies"، وهي شركة تجارة إلكترونية، مقرها في إنجليوود بولاية نيو جيرسي، تعمل في مجال تصنيع وبيع الكعك المحلى أو الـ "Cookie - كوكيز" المنتج من مواد طبيعية بالكامل. ومن المرجح أن يؤدي جلب أحد الوالدين إلى الاجتماعات إلى نتائج عكسية لمعظم مؤسسي الأعمال الشباب، لكن الأمر اختلف تمامًا مع شركة "نيفيز"، حيث نمت بشكل هائل جدًا، ونجحت في الحصول على قائمة عملاء كبار.
بدايات صعبة
كانت "Lisa Howard - ليزا هوارد" في السادسة عشرة من عمرها، وتعيش في دار رعاية عندما أنجبت ابنها، "كوري نيفيز". وعاشت كأم عزباء تلقى المساعدة، عملت في وظائف غريبة للبقاء على قيد الحياة، ولم تكسب حياتها كلها أكثر من 10 دولار في الساعة. وكافحت للحصول على التعليم، فقد كانت تذهب إلى المدرسة هنا وهناك، لكن كان من الصعب عليها أكملها، بينما تحمل بين ذراعيها طفل، ولم تمتلك تكاليف جليسة أطفال، فلم يكن لديها عائلة.
وفي عام 2009، عندما بلغ ابنها من العمر خمس سنوات، انتقلت "ليزا" بابنها إلى "إنجليوود" قادمة من "هارلم"، ولم يكن لديها سيارة، وكانت تمشي أو تأخذ وسيلة انتقال عامة للتجول، وفي بعض الأحيان تحصل على خدمة التوصيل من جانب بعض الأصدقاء.
وعن ذلك، كتب "نيفيز" على موقعه على الإنترنت، إنه قرر أنهما بحاجة إلى سيارة، لحماية والدته من ركوب الحافلة في البرد القارس، ومن هُنا توصل أولاً إلى فكرة بدء عمل تجاري. وبهدف مُساعدة والدته على شراء سيارة، بدأ "نيفيز" عمله التجاري في عام 2010، وهو في عمر 6 سنوات، في البداية في بيع الكاكاو الساخن أمام منزله على زاوية الشارع، من خلال عربة خشبية قام بتصنيعها منزليًا.
ثم توسع في النهاية إلى أعمال الكعك، وفي وقت لاحق قام بإضافة الكوكيز وعصير الليمون إلى القائمة بحسب تغير الطقس صيفًا وشتاءًا، وركز مبيعاته على الكوكيز. بدأ العمل على وصفات الكعك التي وجدها على الإنترنت، لكنه في نهاية المطاف، طو ر وصفة الكعك الفريد الخاص به، حيث 75? من المكونات عضوية ولا توجد أي مواد حافظة.
تفاجأت ليزا بنجاح ابنها، فقد كان يحصل على 300 دولار في اليوم، وحثته على الاستمرار في البيع لتوفير تكاليف التعليم الجامعي الخاصة به. وفي عام 2012، وانتقل العمال من منزلهما إلى مطبخ تجاري، وبسبب صغر سن "نيفيز" لا يُسمح له بالتواجد في المطبخ التجاري، لذلك تقوم والدته بكل ما يلزم لصنع الخبز.
نكسة أدت لتدفق الدعم
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد تم إغلاق المشروع بسبب انتهاك اللوائح الصحية المعمول بها، عندما دعا شخص ما مكتب وزارة الصحة. لكن تلك النكسة أدت إلى تدفق الدعم، ليتحول هذا العمل لاحقًا إلى شركة. في عام 2014، لفت مقدمة البرامج الشهيرة "إلين ديجينيرز" انتباه الجميع إلى قصة تلك العائلة، عندما فجأتهما بـ 10،000 دولار وسيارة فورد إسكيب 2015 الجديدة المخصصة، أثناء حلقة في البرنامج التلفزيوني الشهير Ellen Show.
كما ألهمت قصتهما "Marcus Lemonis - ماركوس ليمونيز"، نجم ومقدم حلقات برنامج The Profit، وهو برنامج واقعي مخصص لمساعدة الشركات المتعثرة. ووافق على الاستثمار معهما في الشركة. منذ ذلك الحين، توسعت الشركة من بيع الكوكيز في زاوية الحي إلى شركة متنامية ومربحة، والآن يشغل "نيفيز" منصب المدير التنفيذي للشركة، وهو في الصف الثامن، وتعمل والدته "ليزا" كمدير مالي.
ولا تمتلك شركتهما "Mr. Cory’s Cookies" الآن مكتبًا جديدًا تمامًا في حي مريح في إنجلوود فقط، بل تمتلك أيضًا سيارة مخصصة لإدارة أعمال الشركة. وتستضيف الشركة متاجر منبثقة في نيويورك ونيوجيرسي، وقد عملت مع شركات وعلامات تجارية، مثل: Bloomingdales و Citibank و Macy’s و Mercedes-Benz و TOMS و Viacom و Whole Foods.
واليوم، تخبز "Mr. Cory’s Cookies" جميع رقائق الشوكولاتة الطبيعية للبيع بالجملة في جميع أنحاء البلاد، منها: كعكة الشيكولاتة الكاملة أو الخالية من السكر، وكوكيز الشوفان بزبدة البندق أو زبدة الفول السوداني. ويبيع عدة قطع منها بـ 10$، ويبيع التشكيلة الكاملة بـ 34$.
آمال مستقبلية ودعم مجتمعي
تشمل آمال "نيفيز" المستقبلية إضافة المزيد من نكهات الكوكيز إلى القائمة، ووضع الشركة الناشئة الخاصة بها على المستوى الدولي. في حين أن الشركة لا تزال تكافح في بداية طريقها، فإن "نيفيز" ووالدته على استعداد دائمًا لتقديم الدعم لمجتمعهم. فقد عملوا مع منظمات مجتمعية، مثل: Promen’s Promise نيو جيرسي، وجمعية مساعدة الأطفال في مدينة نيويورك.
كما تدرك "ليزا" أن الأمهات العازبات قد لا يحصلن على فرص مناسبة في القوى العاملة؛ بسبب نقص التعليم أو الخبرة في العمل. لذا ينبع شغف "ليزا" في مساعدة الأمهات غير المتزوجات والأطفال المعرضين للخطر من تجاربها الخاصة. وعليه فهى تتبنى "ليزا" سياسة تقتضي بضرورة توظيف ما لا يقل عن 70? من الأمهات العازبات لإعطائهن الفرص التي قد لا تتوفر لديهم؛ بغرض إعطاء الأمهات غير المتزوجات في مجتمعها فرصة للنمو ودعم أطفالهن.
استراتيجية ذكية
فكرة "نيفيز" ليست جديدة أو مبتكرة، لكنها مطو رة اعتمادًا على التحسينات التي أدخلها عليها، مُستغلاً ما يقدمه الإنترنت من حلول للتجارة الإلكترونية، ليحول شغفه بالكعك إلى حلم بإنشاء شركة ناشئة، وينجح في صياغه حلمه، وتقديم نموذج اقتصادي ربحي له، قائم على استراتيجية أعمال ذكية.
ويقوم "نيفيز" باستخدام الإنترنت في التسويق والترويج لمنتجه، من خلال حسابه الخاص على موقع إنستغرام، الذي ينشر من خلاله العديد من الصور الخاصة به، والتي تلقى تفاعلاً كبيرًا من جانب متابعيه. بالإضافة لإنشائه موقع إلكتروني لشركته؛ لاستقبال طلبات المبيعات إلكترونيًا.
لم يقتصر الأمر على تطويره لقاعدة جماهيرية للحلويات الشهية، ولكنه فاز أيضًا بطريقة ذكية على قاعدة أتباع ومجعبين بإحساسه المثير للإعجاب في مظهره المُنمق دائمًا. فهو يرتدي بدلات ورباطات حرير مصممة خصيصًا من متاجر، مثل: J Crew و Zara وBarney’s New York.
في صفحته على إنستغرام يعرض "نيفيز" أسلوبه في الملابس. حيث يدرك "نيفيز" تمامًا كيف يساعده مظهره في بيع الكعك، فالعرض هو مفتاح النجاح. فنجده في إحدى الصور، يقف أمام متجره المتنقل مرتديًا شورت أبيض، وسترة داكنة وحذاء أصفر، مع نظارة، وساعة يد ومجموعة من الأساور.
انتقل المعجبون إلى قسم التعليقات على صفحته على موقع إنستجرام للتعبير عن إعجابهم، حيث كتب أحدهم: "هذا الفتى شديد الخطورة". وبالإضافة إلى كونه الرئيس التنفيذي لشركته الناشئة، فإن "نيفيز" هو أيضًا ممثل وعارض، وقد ظهر في حملات دعائية لـ Ralph Lauren وTommy Hilfiger.
أما عن النصيحة التي يقدمها هذا المراهق لرواد الأعمال؛ للحفاظ على نشاط تجاري ناجح، فهي:
• أولا، يعتقد أنه يجب أن يكون لديك القدرة على اتخاذ القرار. التمسك بما لديك وما تعرفه، هو شعار "نيفيز" الذي يشعر أن رواد الأعمال الناجحين يجب أن يفعلوا الشيء نفسه.
• ويعتقد أيضًا أنه لا يجب أن تبدأ مشروعًا تجاريًا لمجرد كسب ربح مالي فقط. مع المستهلكين الأذكى والأكثر ذكاءً في السوق هذه الأيام، سيعرفون حقيقتك وحقيقة عملك، وتحديد ما إذا كنت تبحث عن أموالهم فقط.
• ونصيحته الأخير، وربما الأكثر أهمية هي: "استمتع". قدر من المرح لا يضر، ولكنه بالتأكيد ينفع.
تعليقات الزوار | اضف تعليق