لم يكن فيروس كورونا أول فيروس ينتقل من الحيوان إلى البشر، بل إن عددا من الفيروسات انتشرت بهذه الطريقة في العقود الأخيرة. فكيف يحصل ذلك؟ الآلاف من الفيروسات القادرة على إصابة البشر فجأة، وتضر بصحتهم بشكل كبير. الكثير من هذه الفيروسات تعيش في الحيوانات دون أن يتم اكتشافها ويمكن أن تنتشر إلى البشر من العدم. إن حصول شيء من هذا القبيل قد يؤدي إلى إحداث جائحة عالمية أخرى.
فيروس ماربورغ في ولاية هيسن
من الأمثلة على ذلك، كما جاء في تقرير لصحيفة ألمانية، فيروس ماربورغ. ففي عام 1967، انتشر مرض مميت في مختبر شركة أدوية في مدينة ماربورغ في ولاية هيسن الألمانية. أصيب العديد من الموظفين به وتوفوا خلال فترة قصيرة من الزمن. شملت الأعراض نزيفا غامضا، ولم يتم تحديد سبب المرض في البداية بسهولة. بعد ثلاثة أشهر، اكتشف الباحثون أخيرا السبب تحت المجهر: وهو فيروس انتقل عن طريق القرود المستوردة من أوغندا. ربما أصيبوا بالعدوى من حيوانات أخرى أثناء نقلهم.
فيروس الإيبولا الغامض والمميت
من الأمثلة الأخرى على انتشار الفيروسات من الحيوانات، هو قصة انتشار فيروس الإيبولا. لقد اندلعت أول موجة من هذا الوباء عام 1976 في محطة إرسالية بلجيكية تقع في ما يعرف الآن بجمهورية الكونغو الديمقراطية. توفي العديد من الأشخاص، بما في ذلك الراهبات البلجيكيات، بسبب هذا المرض الجديد القاتل.
وكان المصابون يعانون من حمى شديدة وإسهال وقيء دموي. توفي تسعة من أصل عشرة مرضى. تمكن الباحثون من تحديد الفيروس. ويرجح أنه انتقل إلى البشر من خلال تناول لحوم القرود التي تعتبر من الأطعمة الشهية هناك. لكن الإيبولا يقتل القردة أيضا، ويبدو أنها كانت وسيطة لانتقال الفيروس فقط، أما المضيف الأصلي فلا يزال غير معروف حتى يومنا هذا.
فيروس هانتا.. من الفأر إلى الإنسان
عام 1993، حدثت حالات وفاة فجأة في الولايات المتحدة بسبب التهاب رئوي حاد. وكان الضحايا صغارا ويعيشون في منطقة ريفية ضمن محمية أمريكية أصلية. لم تظهر عليهم في السابق أي علامات مرضية. وبعد إجراء تحقيقات مكثفة، تم اكتشاف أن فيروسا غير معروف من عائلة فيروسات هانتا هو سبب المرض. كانت القوارض، وخاصة فأر الغزلان، هي الناقلة للمرض. زاد عدد القوارض عشرة أضعاف خلال ذلك العام، مما أدى إلى زيادة وتيرة الاتصال بين البشر والفئران، وبالتالي إلى انتشار العدوى.
فيروس نيباه.. المانغو والخنازير والخفافيش
عام 1999، ظهر مرض غامض لأول مرة في ماليزيا، حيث أصيب المرضى بالارتباك النفسي وتم نقلهم إلى المستشفى ودخلوا في غيبوبة. وبعد ثلاثة أو أربعة أيام مات بعضهم، وقد كان المرضى من موقع محدد. بجوار حظائر الخنازير كانت هناك شجرة مانجو كبيرة، سقطت ثمارها في الحظيرة وأكلتها الخنازير. كانت هذه الفاكهة تحتوي على فيروس نيباه غير المعروف. كانت الخفافيش المصابة بهذا الفيروس قد أكلت من المانجو وتركت الفيروس عليها. أحد النوعين من الخفافيش التي تنقل فيروس نيباه هو خفاش أصلي في إندونيسيا. لكن خلال عام 1997، تعرضت أجزاء كبيرة من موطنها للحرق، فهربت نحو ماليزيا.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
