إلى أي مدى أنت على استعداد للذهاب إليه لالتقاط صورة أحلامك؟ كان المصور الفوتوغرافي السعودي المحترف، سامي بن علي الحماد، مستعدًا لحجز رحلة جوية لعبور أكثر من ألف كيلومتر لتوثيق طائر الشقراق الزاهي في جازان. وقام الحماد بتلك الرحلة، من الرياض إلى جازان، رغبة في استكشاف وتوثيق الحياة البرية، إضافةً لـ"قلة الصور الموثقة لهذا الطائر الجميل، ويرجع ذلك إلى طبيعة وسلوك هذا الطائر الجميل والخجول".
كما أشار الحماد إلى تميز الطائر بسلوكيات فريدة، ورقصات غريبة، إضافةً لألوانه الجميلة أيضًا. وتتجلى النقطة الأخيرة في مجموعة الصور التي وثقها، والتي تُظهر ألوان الطائر الزاهية التي تشمل الفيروزي، والأزرق الغامق. وإلى جانب السفر بالطائرة، اضطر المصور إلى ركوب سيارة لعدة ساعات عبر مناطق جازان الوعرة، ووسط درجات الحرارة المرتفعة.
وامتد أثر الطقس إلى كاميرته، مع اضطراب خاصية "التركيز" في بعض الأحيان نتيجة الرطوبة والحرارة. ولكن أك د المصور: "رُغم كل تلك الصعاب، إلا أن المشاهد التي حصلنا عليها جعلتنا ننسى تلك الصعاب". وفي الواقع، تمكن الحماد من توثيق صور ديناميكية رائعة عند اقترابه من العش، فقال: "عند اقترابنا من العش، بدأ الشقراق في مهاجمتنا، وفي تلك اللحظات، استطعت التقاط الصور له بوضعياتٍ مميزه".
وأك د المصور أن هذا النوع من التصوير يحتاج إلى جمع معلومات، والسفر، والتنقل، واستخدام أدوات خاصة. ولا يعني التزامك بجميع الخطوات اللازمة أن ك ستجد ما تبحث عنه، وشرح الحماد: "ربما تصل ولا تجد الطائر، أو يتغير الطقس فجأة، ولا تُوَفَ ق في التقاط الصور". ولهذا السبب، أوصى السعودي المصورين بأهمية التحلي بالصبر والإصرار على تحقيق الهدف، وعدم النظر إلى التكلفة إذا كانوا يريدون الحصول على نتائج مبهرة.
ويتواجد هذا الطائر في مناطق الوديان بالجنوب الغربي من المملكة، وهو يتمتع بمنقارِ حاد، وذيلٍ متوسط إلى طويل. وأضاف المصور السعودي أن الشقراق يتغذى على اللافقاريات، والزواحف، والحشرات، ويعيش في المناطق الدافئة والرطبة، ويبني أعشاشه فوق الأشجار البعيدة عن عيون المهاجمين.
وانطلقت المسيرة الفوتوغرافية للسعودي في عام 2011، كما أن ه شارك في العديد من المسابقات، منها مسابقة "حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي (هيبا)"، ومسابقة "ألوان السعودية". ويقدم المصور دورات تدريبية عديدة في مجال التصوير، منها ورش تدريبية مع الجمعية السعودية للثقافة والفنون، وجهات أخرى.
تعليقات الزوار | اضف تعليق