واحد و وتسعون عاما مرت على ذكرى الانهيار الكبير , الحدث الذي جاء في صبيحة الرابع و العشرين من شهر اكتوبر من العام 1929. انهارت يومها سوق الأسهم الأمريكية " وتلاه انهيار آخر بعد خمسة أيام فى 29 أكتوبر، والذى عرف بالثلاثاء الأسود. الخميس الأسود يؤشر لانهيار سوق الأسهم في وول سترست ويعد أسوأ كارثة في تاريخ أمريكا وبداية الكساد الكبير، بعد أن فقدت الأسهم 30 مليار دولار في أسبوع واحد.
قبيل افتتاح بورصة نيويورك بجلسة الخميس 24 أكتوبر، كان المستثمرون متخوفين، إثر انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 4% في الجلسة السابقة،. انخفض المؤشر الرئيسي 11% ، وهذا يزيد بنسبة 1% عن المألوف في البورصة حينها.عرض على لائحة البيع أكثر من 13 مليون سهم، أي ثلاثة اضعاف الوضع الطبيعي . مما جعل العرض أعلى من الطلب، وتهاوت الأسهم سريعا. وتدهور الوضع بعد أن وصل عدد المعروض من الأسهم إلى 30 مليون سهم.
حتى جاءت جلسة يوم الجمعة، ليغلق مؤشر داوجونز على ارتفاع، بسبب عمليات شراء قامت بها مصارف كبرى مثل بنك مورغان و بنك تشيس و بنك مدينة نيويورك الوطني , ولكن سرعان ما انحدر نحو السقوط مجددا في بداية جلسات الأسبوع يوم الإثنين، ثم جلسة الثلاثاء المدوية ليفقد المؤشر 12% .
هذه التراجعات ادت الى تراكم ديون كبرى على المستثمرين , وهذا انسحب على افلاس آلاف البنوك التى كانت قد اشتركت بتمويل قروض بضمان اوراق مالية . واحتاجت المؤشرات لنحو 25 عاما حتى تعود لمستواها الطبيعي في 1954.
انهيار بورصة نييورك بدأ مرحلة الانكماش الاقتصادي الذي دام عقدًا من الزمان ، وإن كان معظم الاقتصاديين يؤكدون على أن انهيار الأسهم وحده لم يتسبب في الكساد الكبير. و يوجهون اللوم للفدرالي في توسعه بالمعروض النقدي الذي تجاوز ال 28 مليار دولار بين 1921 و 1928 , الأمر الذي أدى الى تضخم اسعار الأسهم و العقارات .
يضافا لى ذلك لجوء معظم الأمريكيين للاقتراض المفرط لشراء الاسهم. بالتزامن مع استثمار البنوك لمدخرات المودعين في البورصة . مما جعلها تستنزف أموال الودائع. ازمة وول ستريت تزامنت مع تولي هربرت هوفر رئاسة الولايات المتحدة، وحاول هوفر مجابهة الكساد الكبير بمشاريع حكومية ودعا أرباب الصناعة للحفاظ على مستوى الأجوركما قام برفع الضرائب. لكن الاقتصاد واصل الانهيار وارتفع معدل البطالة إلى 25?، ما مهد لوصول الديمقراطي فرانكلين روزفلت للبيت الابيض حاملا معه مشروع"الصفقة الجديدة".
تعليقات الزوار | اضف تعليق