صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت، وعن مكتبة كل شيء – حيفا، ديوان "قمحٌ في كف أنثى" للشاعر إياس ناصر ابن قرية كفرسميع الجليلية، وقد أهدى الشاعر باكورة أعماله إلى والديه، اللذين يرى فيهما "الأبجدية التي تشكلت بها لغته مع الحياة". هذا ويقع الديوان في 104 صفحة ويشتمل على قصائد منو عة المضامين والأغراض، زاخرة بالمعاني الشعرية المبتكرة التي تلامس حس القارئ وذائقته الأدبية على نحو ممي ز ولافت.
"قمحٌ في كف أنثى" ديوان يقوم
على قالب الشعر العمودي
"قمحٌ في كف أنثى" ديوان يقوم على قالب الشعر العمودي (الموزون المقفى)، ويشهد على مقدرة فائقة للشاعر في صياغة القصيدة الحديثة بقالبها التقليدي مع خلو ها من القوالب المكر َرة والأساليب المبتذلة. تتناول قصائد الشاعر في ديوانه قضايا وطني ة مهمة تت صل بهموم الشعب الفلسطيني ومعاناته، كالنكبة وقضية اللاجئين، إلى جانب قضايا إنسانية مهمة كحرية المرأة والقتل على شرف العائلة، إضافة إلى عدد وافر من القصائد العاطفي ة الممي زة التي تدل على ما طُبع عليه الشاعر من حس مرهف وعاطفة زاخرة، نذكر من ذلك القصيدة الأولى من الديوان بعنوان "ستون عاما" والتي يقول فيها:
ستونَ عامًا... قد مَضَينَ وأكثَرُ...
واللاجئونَ قلوبُهمْ تتفط رُ...
ستونَ عامًا... والرسائلُ نفسُها!
كيف الأحبةُ؟ والنسيمُ الأخضرُ؟
سنَعودُ يومًا... لا محالةَ أننا
سنَعودُ حتمًا... لا غدٌ يتأخرُ...
سنَعودُ يومًا للسهولِ وللربى...
لحقولِنا... فَلْينتظرْنا الزعترُ!
ونذكر قصيدة "خمرية على قبر امرئ القيس" التي يقول فيها:
حل َ المساءُ... فهاتِ الكأسَ والراحا
واقطفْ من الحب ِ أعنابًا وتف احا...
فخمرةُ الكأسِ في تَشْرابِها طَرَبٌ
وخمرةُ القلبِ لا تحتاجُ إيضاحا
حبيبتي أنتِ... ولْتبقَيْ مُعذ ِبتي...
ما أجملَ الحب َ قت الاً وسف احا!
تجدر الإشارة إلى أن الشاعر إياس ناصر هو ابن قرية كفرسيع في الجليل الأعلى، والده الشاعر والأديب يوسف ناصر، ويعمل محاضرًا للشعر العربي الكلاسيكي في الجامعة العبرية بالقدس، وقد نال الدرجة الأولى والثانية في الل غة العربية والأدب العالمي والمقارن، ويعكف اليوم على كتابة أطروحته للحصول على شهادة الدكتوراة في الشعر العربي الجاهلي والمخضرم.