حتى تكون الدولة متقدمة وفي مصاف الأمم الأولى، عليها بلا شك أن تبدي اهتماماً كبيراً بالتعليم، ولأن العصر في تسارع وتطور مستمرين، فلا بد أيضاً أن يخرج التعليم من الصندوق ويكون أكثر إبداعاً، وفي هذه الحالة فقط، نتمكن من ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، التي ستحمل عن ا راية الحضارة، وما كان من بعض الدول إلا أن تفهم هذه المعادلة المهمة، وأيقنت بأهمية التعليم وتأثيره في العقود القادمة من حياة الشعوب، وسلطت الضوء والموارد والدراسات لتطوير هذا المجال، وإليكم في التحقيق التالي، أكثر الدول اهتماماً في التعليم خلال السنوات الماضية.
أولاً: فنلندا
بعد عقود طويلة كان التعليم في دولة فنلندا سيئاً وفي تراجع مستمر، أيقنت السلطات أنه حان الوقت لإجراء تغيير جذري في التعليم هناك، وتمكنت خلال سنوات قليلة أن تتربع على عرش أكثر الدول اهتماماً في التعليم على مستوى العالم، إذ تشتهر بعدم احتواء نظامها التعليمي على أنظمة ربط، ويتم تعليم جميع التلاميذ في نفس الصفوف بغض النظر عن قدراتهم، وكانت نتائج هذا النظام الثوري، أن تمكنت فنلندا من أن تقلل الفجوة بين أضعف الطلاب وأقواهم في المستوى الدراسي، واعتمد تظام التعليم هناك، على التقليل من الواجبات المدرسية المنزلية، وإجراء اختبار إلزامي واحد في سن السادسة عشرة.
ثانياً: سويسرا
تعتمد سويسرا عدة لغات مستخدمة في أنحاء البلاد المختلفة، وأكثرها شيوعاً في النظام التعليمي هي اللغات "الفرنسية، الإيطالية والألمانية"، لذلك فإن السلطات تقدم الدروس بعدة لغات مختلفة، وبدءاً من المرحلة الثانوي ة، يتم فصل الطُلاب وفقاً لقدراتهم، كما تتمي ز سويسرا بقل ة الطلاب في المدارس الخاص ة التي يرتادها 5% من الط لاب فقط، والنسبة المتبقية 95% يرتادون المدارس الحكومية التي تقدم لهم مستوى تعليمياً متميزاً.
ثالثاً: بلجيكا
تقدم بلجيكا للطلاب، أربعة أنواع مختلفة من المدارس الثانوية، كل واحدة منها يقدم نوعاً ومجالاً دراسياً متفرداً، وهو الأمر الذي يجعلها تمتلك واحداً من بين أقوى الأنظمة التعليمية في العالم. وهذه المدارس الأربعة هي: المدرسة الثانوي ة العام ة، والمدرسة الثانوي ة التكنولوجي ة، والمدرسة التعليمي ة المهني ة الثانوي ة، بالإضافة إلى معاهد تعليم الفن الثانوي ة، وكل هذه المدارس الحكومية توفر تعليماً جيداً وبأسعار رمزية وأحياناً بدون مقابل للطلاب ما بين سن الرابعة والثامنة عشرة.
رابعاً: سنغافورة
عندما يتعلق الأمر بنتائج اختبارات برنامج تقييم الطلاب الدوليين، الذي يهدف لقياس ومقارنة أداء الطلاب في الدول المختلفة، فإن الطلاب السنغافوريين يسجلون أعلى الدرجات في هذه الاختبارات دائماً، وذلك كون نظام التعليم في البلاد يشتهر بأنه ومنذ سن ً مبكرة، يضع الطالب تحت ضغوط دراسية شديدة، حتى يتعلم كيف يدرس ويقدم ما لديه بشكل أفضل في المستقبل.
خامساً: هولندا
بعكس النظام التعليمي في سنغافورة، فإن النظام التعليمي في هولندا، يتميز بأنه يضع ضغوطاً دراسية قليلة جداً على الطُلاب في المراحل التعليمية الأولى، بالإضافة إلى إعطاء عدد قليل من الدروس والواجبات المدرسية، وهو الأمر الذي جعل الأطفال الهولنديين بحسب دراسة أجرتها منظمة الـ"يونيسيف" العالمية في عام 2013، الأكثر سعادة في العالم، مم ا يقود الطريق للرفاهي ة التعليمي ة في العالم. ومن جانب آخر، فإن المدراس في البلاد تتوزع لمدارس ديني ة، ومدارس حكومي ة محايد ة، بالإضافة لوجود عدد قليل من المدارس الخاص ة.
سادساً: إيرلندا
تتميز إيرلندا بأن غالبي ة المدارس الثانوي ة في البلاد تابعة للقطاع الخاص، ولكن ها في الوقت نفسه تمو ل من من قبل الد ولة، بالإضافة لوجود المدارس المهني ة، وعلى الرغم من أنها تعتبر في الوقت الحاضر من أكثر الدول اهتماماً بالتعليم عالمياً، إلا أن التقارير كانت قد أظهرت انخفاض الإنفاق على التعليم في الدولة بنسبة 15% عن العالم المتقد م، مم ا قد يؤد ي إلى تعر ض نظام التعليم لمصاعب في المستقبل.
سابعاً: إستونيا
تقوم جمهورية إستونيا، التي تقع في منطقة بحر "البلطيق" بشمال القارة الأوروبية، بإنفاق ما نسبته 4% من الناتج المحلي الإجمالي على التعليم، وذلك حسب إحصاءات أُجريت في عام 2015، حيث ينص قانون التعليم في البلاد على أن أهداف التعليم هي تهيئة ظروف مناسبة للتطو ر الشخصي والأسري والقومي والوطني ، بالإضافة إلى تعزيز تنمي ة الأقلي ات العرقي ة والحياة الاقتصادي ة، والسياسي ة، والثقافي ة، والمحافظة على البيئة في الدولة.
ثامناً: نيوزلندا
يتميز النظام التعليمي في دولة نيوزلندا، باعتماد عمر الطالب فيما يخص التعليم الإلزامي أو الإختياري، وهو الأمر الذي يخفف إلى حد كبير الضغط الدراسي على الطلاب النيوزلنديين، فالفترة الأساسية والثانوية في البلاد، تبدأ من سن الخامسة، وحتى سن التاسعة عشرة، بالإضافة الى المدرسة الإلزامية من سن السادسة، إلى سن السادسة عشرة.
تاسعاً: بربادوس
تلتزم حكومة بربادوس، وهي دولة جزيرة في جزر الـ"أنتيل الصغرى"، وتقع في المنطقة الغربية من شمال المحيط الأطلسي، بدفع التكاليف المالية الكاملة للمدرسة للمراحل الأساسي ة، والثانوي ة، وما بعد الثانوي ة أيضاً لجميع طلاب الدولة، إضافة إلى توفير جميع الكتب المدرسية مجاناً، وكان نتيجة هذا التركيز الكبير على التعليم، أن أصبح طلاب بربادوس، لديهم معرفة بنسبة 98% بمهارات القراءة والكتابة.
عاشراً: اليابان
بعد الحرب العالمية الثانية، وحدوث كارثتي قنبلتي "هيروشيما" و"ناغازاكي" النوويتين اللتين ضربتا اليابان، بدأت البلاد بالقيام بنهضة واسعة على جميع المستويات حتى تستعيد عافيتها وقوتها، وكان من هذه النهضة النظام التعليمي الذي تم وضعه بعد انتهاء الحرب، حيث أصبح ستة أعوام للمرحلة الابتدائي ة، وثلاثة أعوام للمرحلة الثانوي ة الابتدائي ة، وثلاثة أعوام للمدرسة الثانوي ة المتقد مة، وأربعة أعوام للدراسة الجامعي ة.
تعليقات الزوار | اضف تعليق