واحدة من الادلة الواضحة والجلية للعيان على اننا نحن العرب في هذه البلاد نتشدق بالوطنية، وبالتمسك بالأرض وبالمسكن، وندعي اننا لا نتخلى عن ذرة تراب في ارضنا ووطننا، من أجل المتاجرة بالسياسة وكسب التأييد، ولا أذكر انني سمعت مرة من قائد أو من شخصية قيادية دعوة للحفاظ على النظافة.
يجب ان نحافظ على الارض
وعلى نظافتها!!
"النظافة من الايمان" هي ليس مجرد عبارة مرتبطة بالدين تقال للأطفال في الحضانات وروضات الأطفال، بل هي مبدأ يفوق في أهميته أهم المواقف السياسية، وهو مبدأ غير متعلق بجودة البيئة بقدر ما قيمة وطنية عليا.
اذا كنا مؤمنين حقا بعدالة قضيتنا، وبأن هذه الأرض هي ارض آبائنا وأجدادنا فأول ما يجب علينا ان نفعله هو ان نحافظ عليها وعلى نظافتها. والأمة التي لا تعرف نظافة البيئة، لا تعرف نظافة الكلمة والموقف والمبدأ.
كيف أدعي الوطنية وانا لا اجرؤ على القاء علبة تبغ من نافذة السيارة في شوارع المدن اليهودية في تل ابيب وحيفا والعفولة ونتسيرت عيليت، وأحتفظ بها "وهي فارغة" على جنب، حتى اصل الى الناصرة واكسال وكفر قرع والطيبة وشفاعمرو، لكي اقذف بها الى الشارع أو الى حاشية الطريق؟! نعم هذا النموذج الصغير هو مقياس لوطنيتنا وهو مقياس لمبادئنا وهو مقياس لاخلاقياتنا لصدق مطلبنا ولحقنا في تلويث بيئتنا!!
لو كنا نؤمن فعلا بأننا أصحاب حق على هذه الأرض لكانت مدننا وقرانا هي أجمل مدن وبلدات فلسطين. ان نظافة البيئة من حولنا لا تحتاج الى ميزانيات من الحكومة ولسنا بحاجة الى حكومة ولا الى شرطة ولا حتى الى عمال نظافة. ان ما ينقصنا هو ليس الميزانيات والقوى البشرية والسبب في تلوث مدننا وقرانا ليس الحكومة ولا الولايات المتحدة ولا المؤامرات الكونية علينا!! انما صدقوني ان ما ينقصنا هو الايمان والعقيدة والنظافة من الايمان.