لفت نظري في امسية ادبية ثقافية، وقف الشعر في مركزها، كثرة الصفات والالقاب على المشاركين فيها وهم من مجموعات فيسبوكية، لما يشتد ساعدها في القول الشعري بعد، وكل راس مالها لا يعدو كونها اصواتا ناشئة وما زالت تبحث عن موقعها على الخريطة الادبية الثقافية بصورة عامة.
الصفات والالقاب التي اغدق بها عريف الامسية على المشاركين فيها دون تمييز بين من يعرف ومن لا يعرف تجاوزت كل حدود، واشك ان مثلها اطلق بسهولة على شعراء من اعلام الفترات الماضية، فهذا شاعر الجبل وذاك شاعر الوادي، وغيرهما شاعر الارض واخر شاعر القمر والرومانسية.. وما اليها من تسميات.
وجهت خلال الامسية العديد من الاسئلة الى نفسي.. اذ لم يكن هناك من يسمعني او يرغب في الاستماع الى ما اقوله، فكل من المشاركين مشغول بنفسه ولا يوجد لديه الوقت ولا الفراغ ليستمع الى رأيي.. مما وجهته من الاسئلة الى نفسي اشير الى الاسئلة التالية: هل بات كل من يصُف الكلام دون اية دراية بفن القول الشعري شاعرا؟ وهل انحدرت الالقاب الغالية في فترات سابقة الى هكذا حضيض؟ واذا كان الامر يمضي في مثل هكذا اتجاه.. فماذا سننقل الى الجيل القادم من تراث ادبي شعري خاصة يمكن الاعتزاز به؟ ثم هل باتت اللغة منفصلة عن الفعل الى هكذا حد في حياتنا نحن عربان الصحارى والاشواق الفائقة؟
اسئلة كثيرة طرحتها على نفسي وانا استمع الى اشعار لا ابداع فيها وتفتقر الى النكهة، اللون والرائحة..
لست قادما من المريخ، لأتعرف على الارض وكأنني سائح يطأ ارضها للمرة الاولى، فانا اعرف كوني كائنا ارضيا عاش وعايش الاحداث خلال اكثر من خمسين عاما، ان عربة الالقاب محملة بما لذ وطاب من الصفات وانها تخضع بسهولة للجميع.. بمن فيهم من لا يعرف ومن لا يعرف.. رحم الله ايام زمان يوم كان للكلمة دولة ورجال والقاب يعتز بها كل من يستمع اليها ويعرفها حق المعرفة.
اخي القارئ انني اكتب هذه الكلمات وكلي امل ان تدلي بدلوك فيها معربا عن " رأيك" في مثل هكذا قضية باتت حارقة وبات السكوت عليها اشبه بالوقوف على الحياد في جهنم الادب والشعر.. من هو الشاعر الحقيقي الجدير باللقب والصفة؟