وصلت الى موقع "فرفش" رسالة من فتاة جامعية تطرح فيها العديد من الأسئلة التي تراودها حول العدالة الاجتماعية في مجتمع يدعي ان الله يأمر والعدل بينما هم رغم انهم متدينون فانهم لا يقيمون اي جزء من العدل، ويريديون الحرية بينما هم يقيدون فئات في المجتمع، يطلبون العدالة وهم اكثر من يظلم، يريدون المساواة وينتهجون نظام التفرقة وكأنه جزء من عاداتهم وتقاليدهم. واليكم الرسالة كما وصلتنا:
تحياتي للعاملين على الموقع وللقراء.. أنا طالبة جامعية أعيش في قرية صغيرة من قرى الضفة الغربية، مشكلتي هي في عقليتي وأفكاري التي لا استطيع النقاش بها مع أقرب الناس إلي، ومع المجتمع بشكل عام، لأنه يرفض الاختلاف وانتقاد عاداته وتقاليده. دوماً تدور في عقلي الكثير من الأسئلة والكثير من "لماذا" ؟! نحن شعب نطالب بتحرير ارضنا.. بحر ية شعبنا ومساواته مع شعوب العالم، ولكن هل نحن شعب يعرف معنى الحرية.. حرية النفس، حرية التفكير والاعتقادات، حرية الدين وغيرها؟
الصورة للتوضيح فقط
الدين لا يفرق بين ذكر وأنثى في التعامل وفي الحلال والحرام، لكن لماذا مجتمعنا يفرق إذن؟ مع إنه يدعي الايمان ويصلي ويصوم.. لماذا عندما الأهل والمجتمع يعرف بالعلاقات المحرمة الذي يقيمها ابنهم لا يفعل شيئاً بل في بعض الأحيان يفتخرون به؟ وعندما تخطيء الفتاة مرة واحدة فإنها تقتل أو تنتهي حياتها مسجونة بين القبضان؟
لماذا نهتم كثيراً بعذرية الفتاة ولا نبالي بعذرية الرجل؟ أهذا هو ديننا؟ أهذه هي المساواة؟ ولا تنتهي المسألة عند هذا الشيء فقط.. وانما في الحياة اليومية نستطيع أن نرى كثيراً من عدم المساواة هذه.. عند خطبة الفتاة يأتي أهل الشاب ويبدأون "بانقادها" و"تفحصها" من الرأس حتى القدم ويأتي الشاب ويقول "بتنفع" أو "ما بتنفع" وكأنها سلعة للبيع.. وكلما كانت أصغر سناً كلما كانت أفضل في نظرهم مع أن الفارق في العمر بين الشاب والفتاة يكون كبيرا في بعض المرات ولكنهم لا يهتمون.
الصورة للتوضيح فقط
لماذا التعقيد في الدين؟ لماذا البعض يحلل الحرام ويحرم الحلال؟ لماذا بعض الرجال يمنعون نساءهم من العمل أو التعليم؟ ويفرضون سلطتهم بكل انواعها؟! نحن بلا شك نعيش في مجتمع ذكوري. مشكلتي هي انني سئمت من العيش في هذا المجتمع.. منافق أناني ذكوري دون حرية للنفس فيه.. لم يعد عندي ثقة بالحياة، ولا بالاشخاص من حولي.. فأنا أعيش منعزلة.. أعيش حياتي لوحدي بين جامعتي وغرفتي.. أعيش في عالم أحلامي.
