يعتقد البعض ان اختلاف الأديان هي السبب الرئيسي للنزاعات في العالم، وذلك لأن تأثير الدين على الفرد يفوق تأثير الانتماءات الأخرى عليه، والمس في ديانته او في عقيدته يصيبه في الصميم، ويجعله ينتفض ويخرج ضد أخيه الانسان. أما نحن العرب فيا الله ما اسرعنا لخلق اسباب الشقاق وما ابطأنا للسعي من أجل الوفاق.
تخيل كيف يكون حال امة من ابرز مميزاتها الجهل، ومن أكبر اعدائها العلم، ويخاف حكامها عليها من "آفة" الفهم، ويتغلغل فيها الدين بكل مفاهيمه الخاطئة، حتى يصبح علماؤها من الاغبياء وفقهاؤها من الجهلاء، يدعون الى الضلال ويأمرون وينهون بغير علم وينقلون قصصا وروايات ما انزل الله بها من سلطان لتبرير أهداف وتمرير اجندات وتنفيذ مخططات لا احد يعلم من الذي وضعها وما غايته منها.
أما الجهل فانه التربة الخصبة التي يزرع فيها هؤلاء "دينهم" الذي يفصلونه على مقاسهم.ان لم يكن الحال كذلك فما المبرر في ان يعتدي شخص على ديانة سواه وهو يعلم تماما انه يصيبه في اكثر المواضع حساسية؟ ليس هذا فحسب، بل ان كل واحد منا يعلم يقينا ان الانسان يولد على دينه ولا يختاره بنفسه!
ان اكثر ما تخشاه الشعوب هو الحروب الدينية لأن من يغذيها يعرف من اين تبدأ هذه النزاعات لكنه لا يعلم اين تنتهي! ليس لدي ادنى شك في ان جميع الأديان السماوية تخرج من سراج واحد، وان لها هدف واحد هو بناء انسان صالح ومتعلم ومثقف يفيد نفسه وشعبه وامته والانسانية جمعاء، الكتب السماوية تحفل بالآيات التي تدعو الى الخير والصلاح والفلاح والعلم والتقوى ولا ادري من اين دخل السلاح الى هذا السلام الذي جاءت به الاديان، ولا أدري من الذي جاء بالدعوة الى القتل والارهاب والتحريض والسلوك القبيح لكنني ادري انه ليس محمد ولا موسى ولا عيسى المسيح!