بفارق اسبوع واحد شهد العالم العربي ظاهرتين في غاية التناقض أثارت العديد من التساؤلات حول هوية هذه الأمة العربية، الوطن العربي، الذي لا يكف عن استخدام وترديد عبارة "الاشقاء العرب" في كل قطر عربي، لكن الواقع يظهر ان هنالك "الاشقياء العرب" ومقابلهم الأثرياء العرب، وهم ليسوا أشقاء لا من قريب ولا من بعيد سوى بالكلام الخالي من أي مضمون او جوهر حقيقي.
قبل اسبوعين احتفل العالم باستقبال سنة ميلادية جديدة، وقد كانت مدينة دبي واحدة من الوجهات البارزة التي لفتت انظار العالم اليها، بما أسرفت وبذرت من أموال على الألعاب النارية التي أضاءت سماء برج خليفة، في حدث يتكرر كل عام بهذه المناسبة.
كانت مدينة دبي واحدة من الوجهات البارزة التي لفتت انظار العالم اليها، بما أسرفت وبذرت من أموال
على الألعاب النارية التي أضاءت سماء برج خليفة
أما الأشقياء العرب فقد سلط الاعلام العربي والعالمي الضوء عليهم وهم يموتون من البرد ويرتجفون في خيام اللجوء، وقد استكثرت عليهم الطبيعة والحكام العرب حتى الخيمة التي غادروها ونزحوا عنها بعد ان جرفتها مياه السيول التي خلفتها العاصفة وباتوا في العراء.. لا بل ماتوا في العراء.
الأشقياء العرب يموتون من البرد ويرتجفون في خيام اللجوء
ان مثل هذا التناقض يؤكد ان هذه الأمة ليست على قلب رجل واحد، وقد انعم الله على هذه الأمة بخيرات وثروات تكفل لكل عربي على وجه البسيطة ان يعيش عيشة كريمة، لكن هذه الثروة سيطرت عليها مجموعات من عبدة الشياطين الذين يدينون بالاسلام ويرفعون لواءه وهم أبعد الناس عنه. وبهذا كفلوا لأمتهم الفقر والفحشاء والموت في العراء، وقد نسوا قوله تعالى "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا" وتناسوا قوله تعالى "ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين". وقد اتخذوهم أولياء من دون الله.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
تعليقات الزوار | اضف تعليق