ليس هنالك مشهد أكثر ايلاما من ذلك الذي يظهر فيه شاب مقتول بالرصاص الغاشم ومن حوله المهللون ممن ينظرون الى القتيل او الجريح بعين الشماتة، سوى مشهد الفتيات الملقيات على الأرض قتيلات او جريحات كما هو مشهد الفتاتين اللتين تمت تصفيتهما واعدامهما بدم بارد في القدس اليوم.
ان تحييد الفتيات عن هذا الصراع واجب لان هذا العدو لم يعد يتحدث الا بلغة القتل، وانه رغم كل ما يحصل عليه عناصر جيشه وشرطته من تدريبات حول كيفية التصرف في الحالات الطارئة، فانه لا يجد وسيلة للسيطرة على طفل او طفلة في الرابعة عشر من العمر الا بوابل من الرصاص قبل ان يتحقق حتى من هوية الاشخاص أو ماهية الحدث! ان هذا العدو الذي يقتل النساء والاطفال والفتيات طمعا بالنياشين التي تقدم له من قبل حكومة الارهاب، لا يعلم انه بذلك فقد صورة الانسان التي خلقه الله عليها. ويعمل هؤلاء المجرمون المرخصون بدفع ودعم من اسياد الاستيطان ووسط هتاف حار ودعوات من قبل اصحاب الافواه القذرة والعقول المشوهة من العنصريين الذين يشجعونهم على المزيد من القتل.
وصل الخداع والنفاق في الاعلام الى تصوير السكين بجانب الفتاة
تحييد الفتيات عن حلبة النزاع هذه واجب وطني في هذه المرحلة، وذلك حرصا على حياتهم الثمينة، ولرفع الحسرة عن مشاعر كل صاحب ضمير يتألم لمثل هكذا مشهد. هذا الضمير الذي افتقده الغالبية العظمى من ابناء "الشعب الذي يد عي انه وجيشه الأكثر اخلاقا في العالم"!! أما الاعلام العبري القبيح الذي يدعم آلة القتل والترهيب هذه فلا يتورع في وصف هؤلاء الاطفال بالارهابيين، ويمعن في الكذب، لا بل انه يأخذ دورا فعالا في التحريض وغض البصر عن الحقيقة – التي من واجبه إظهارها - وأبرز مثال على ذلك حادثة الفتاة الفلسطينية التي قام بدهسها مستوطن اول امس زاعما انها كانت تنوي تنفيذ عملية ارهابية!!
فقد وصلت عدسات الخداع والنفاق في الاعلام الى تصوير السكين بجانب الفتاة بعد ان قذفتها سيارة السائق المجرم عشرات الأمتار لكن السكين تأبى ان تفارقها!! كما هو حال جوازات السفر العربية التي يتم العثور عليها في مواقع التفجيرات في اوروبا وامريكا، في باريس وفي برجي التوأم، فمن قلب النار التي لا تبقي ولا تذر.. لا يخرج شيئا سالما الا جواز سفر!
تعليقات الزوار | اضف تعليق