رصد فريق من العلماء الدوليين انتشار فيروس إنفلونزا الطيور (HPAIV) شديد الضراوة، في العديد من أنواع الطيور والثدييات في القارة القطبية الجنوبية، مؤكدين أنه لم يسبق لهذه السلالة القاتلة أن عاشت في هذه البيئة الجليدية. وتوقع العلماء أن الفيروس تسرب إلى القارة القطبية عن طريق الطيور المهاجرة جنوبًا، التي سببت العدوى لأنواع مميزة من الكائنات البحرية في المنطقة، مثل طيور الألباتروس (القطرس) والبطاريق.
ولاحظ الباحثون بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر العام الماضي في جزر جورجيا الجنوبية، في منتصف الطريق تقريبًا بين الأرجنتين والقارة القطبية الجنوبية، طائرا عملاقا يرتعش ويكافح للتحرك، وعندما مات أكلت طيور النورس البنية جثته. وتكررت الحالة المرضية مع طيور أخرى في 8 أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، حيث سجل الباحثون أعلى عدد من الوفيات بين الطيور غير المفرخة على الجزر، وذلك بحسب بحث علمي منشور في مجلة اتصالات الطبيعة.
وبحلول أوائل ديسمبر/كانون الأول من 2023، تم العثور على مستعمرات من الفيلة البحرية الجنوبية (أكبر أنواع الفقمات) وفقمات الفراء القطبية الجنوبية، وهي تسعل وتكافح من أجل التنفس، وتأخذ شهيقًا قصيرًا وحادًا. ووجد الباحثون، بعد سلسلة من الفحوصات على جثة 33 طائر و17 جثة ثديية للكشف عن فيروس الأنفلونزا في ثمانية مواقع مختلفة حول الجزر، أن نحو 66% من نتائج الفحوصات كانت إيجابية لفيروس "إتش5 إن1" المسبب لمرض إنفلونزا الطيور.
واكتشف العلماء في جزر فوكلاند، التي تقع بالقرب من الأرجنتين في منطقة شبه القارة القطبية الجنوبية، طيورا من نوع الألباتروس ذات الحاجب الأسود والطيور النورسية الجنوبية مصابة بهذه الجائحة. وبي ن العلماء أن الفيروس لم يصل رسميًا بعد إلى البر الرئيسي في القارة القطبية الجنوبية، لكن البعض الآخر يعتقد أن الوباء الحيواني وصل بالفعل إلى القارة النائية برا وبحرا.
ويذكر أن القارة القطبية الجنوبية والجزر الواقعة تحت القطب الجنوبي تمتلك أنظمة بيئية فريدة تدعم معاقل السكان للعديد من أنواع الطيور والثدييات البحرية، وبالتالي، فإن تفشي الأمراض ذات معدلات الوفيات المرتفعة يمثل تهديدا كبيرا لمجموعات الطيور البحرية النادرة.
تعليقات الزوار | اضف تعليق