قبل نحو 56 سنة من أحداث الحادي عشر من شهر أيلول/سبتمبر 2001، اهتزت مدينة نيويورك يوم 28 تموز/يوليو 1945 على وقع حادثة ارتطام طائرة حربية بمبنى إمباير ستايت (Empire State Building) الذي تمثل في ناطحة سحاب، افتتحت سنة 1931، تجاوز ارتفاعها 400 متر بمنطقة مانهاتن. إلى ذلك، مث ل مبنى إمباير ستايت رمزا ثقافيا للأميركيين حيث ظهر هذا المبنى بأكثر من مناسبة بالأفلام الأميركية بفترة سبقت ظهور برجي مركز التجارة العالمي.
ضباب كثيف وحادث
يوم 28 تموز/يوليو 1945، تواجد الملازم وليام فرانكلن سميث الابن (William Franklin Smith Jr) خلف مقود طائرته، التي انتمت لصنف قاذفات القنابل بي 25 ميتشل (B-25 Mitchell)، لإنجاز مهمة نقل روتينية انطلاقا من مطار بيدفورد العسكري بماساتشوستس (Massachusetts). وبسبب الضباب الكثيف الذي انتشر بالمنطقة، عجز وليام فرانكلن سميث الابن عن النزول بطائرته بمطار لاغوارديا (LaGuardia) بنيويورك. وأمام هذا الوضع، طالب الملازم الأميركي مركز القيادة بتحويل وجهة رحلته نحو مطار نيوارك (Newark) بنيو جيرسي (New Jersey).
أثناء تواجده بسماء نيويورك، حاول وليام فرانكلن سميث الابن الحصول على إذن للقيام بمحاولة هبوط. إلى ذلك، أبلغ مسؤولو الرادار بالمطار سميث بانعدام الرؤية بسبب الضباب الكثيف. وفي خضم هذه الأحداث، فقد الطيار الأميركي الاتجاه الصحيح وانعطف يمينا بدلا من اليسار بعد أن حل ق بشكل مريب بالقرب من مبنى كرايسلر (Chrysler). بسبب الضباب الكثيف وفقدان الاتجاه، ارتطمت قاذفة القنابل بي 25 ميتشل التي قادها وليام فرانكلن سميث الابن بمبنى إمباير ستايت في حدود الساعة التاسعة وأربعين دقيقة صباحا. وقد أحدث هذا الارتطام حفرة كبيرة تسببت في تخريب مكاتب مركز خدمات الإغاثة من الحرب والمجلس الوطني الكاثوليكي للرعاية الاجتماعية. فضلا عن ذلك، تطايرت العديد من قطع الطائرة لتقع على المباني القريبة وتتسبب في مزيد من الخسائر.
قتلى وجرحى بالحادث
مع حلولهم على عين المكان، تمكن رجال الإطفاء خلال 40 دقيقة فقط من إخماد الحريق بمبنى إمباير ستايت. وفي الأثناء، أسفرت الحادثة عن مقتل 14 شخصا، كان من ضمنهم 3 من طاقم الطائرة المنكوبة، وإصابة 24 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وإضافة للخسائر البشرية، قدرت الخسائر المادية بتلك الفترة بحوالي مليون دولار، وهو المبلغ الذي يعادل 17 مليون دولار بالفترة الحالية.
بعد مضي 48 ساعة فقط، فتح مبنى إمباير ستايت أبوابه حيث تواصل العمل به بشكل عادي بالطوابق السليمة. من جهة ثانية، ساهم هذا الحادث في تسريع تمرير قانون التعويضات الفيدرالية، الذي انتظره كثيرون، ليتمكن بذلك الأميركيون من مقاضاة الحكومة عن الحادث.
تعليقات الزوار | اضف تعليق