منذ بضعة أيام، وقع اختيار جمهورية الصين الشعبية على فيلم "غرق ليسبون مارو" (The Sinking of the Lisbon Maru) لتمثيلها خلال النسخة السابعة والتسعين من حفل جوائز الأوسكار المخصصة للأفلام العالمية. ويتزامن هذا الاختيار مع الذكرى الثانية والثمانين لحادثة غرق السفينة اليابانية ليسبون مارو خلال الحرب العالمية الثانية. فبتلك الفترة، غاصت هذه السفينة نحو أعماق المحيط على مقربة من الأراضي الصينية ساحبة معها مئات الأسرى البريطانيين نحو القاع. وفي الأثناء، نجح البحارة الصينيون، الذين تواجدوا على مقربة من مكان الحادث، في إنقاذ عدد هام من البريطانيين.
ظهور "ليسبون مارو"
أنهت اليابان بناء السفينة "ليسبون مارو" خلال يوليو 1920 بحوض بناء السفن بيوكوهاما (Yokohama). وقد دخلت هذه السفينة الخدمة كسفينة شحن لصالح مؤسسة نيبون يوسين كابوشيكي كايشا (Nippon Yusen Kabushiki Kaisha) عقب تسجيلها بشكل رسمي بميناء طوكيو.
وحسب التصاميم، بلغ طول هذه السفينة أكثر من 135 متراً بينما بلغ عرضها 17.7 متر. من جهة ثانية، تجاوز وزن "ليسبون مارو" 7 آلاف طن وكانت قادرة على حمل حمولة تزن 4308 أطنان. وقد زودت هذه السفينة اليابانية بمحركين عملاقين بلغت قوة الواحد منهما 632 حصانا وهو ما خو ل لها بلوغ سرعة قصوى قدرت بحوالي 22 كلم بالساعة. ومع بداية الحرب العالمية الثانية ودخول اليابان بشكل رسمي بها عقب هجوم بيرل هاربر، صادرت السلطات العسكرية اليابانية السفينة "ليسبون مارو" وخصصتها للنقل العسكري لأغراض تعلقت بالأساس بعمليات نقل السلاح وأسرى الحرب.
900 ضحية
خلال رحلتها الأخيرة يوم 1 أكتوبر 1942، نقلت "ليسبون مارو" 700 جندي ياباني إضافة لحوالي 1812 أسير حرب بريطاني ممن وقعوا بوقت سابق في قبضة اليابانيين عقب معركة هونغ كونغ. إلى ذلك، تعرضت السفينة لضربة مباشرة عن طريق طربيد أطلقته الغواصة الأميركية "يو أس أس غروبر" (USS Grouper)، دون قصد بسبب عدم معرفتها بحمولة ليسبون مارو، بمكان غير بعيد عن السواحل الصينية القريبة من منطقة زهوشان (Zhoushan). أمام هذا الوضع، غادر جميع اليابانيين "ليسبون مارو" التي بدأت بالغرق تاركين الأسرى البريطانيين على متنها. ووفق عدد من الناجين، أطلق الجنود اليابانيون النار على البريطانيين الذين حاولوا مغادرة السفينة المنكوبة للنجاة من الغرق.
ومع ابتعاد اليابانيين عن منطقة الحادث، لاحظ عدد من البحارة الصينيين أعمدة الدخان المتصاعدة من "ليسبون مارو". وعلى الفور، اقترب هؤلاء الصيادون الصينيون من موقع الحادث وتمكنوا من إنقاذ المئات من الجنود البريطانيين. وحسب مصادر البريطانيين، أسفرت عملية إغراق ليسبون مارو عن مقتل نحو 900 أسير حرب بريطاني إما غرقاً أو رمياً بالرصاص على يد الجنود اليابانيين. فيما أخفى الصيادون الصينيون الناجين البريطانيين بمنازلهم ومعابدهم. وفي الأثناء، عادت القوات اليابانية وتمكنت من إلقاء القبض على جميع الناجين ما عدا 3 تمكنوا من الاختباء داخل الغابات القريبة. وخلال الأشهر التالية، نجح هؤلاء الناجون الثلاثة في العودة لبريطانيا عقب مرورهم بمنطقة تشونغتشينغ (Chongqing) الصينية.
تعليقات الزوار | اضف تعليق