حقق المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب فوزاً ساحقاً على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، في الانتخابات التي توجه إلى صناديق اقتراعها الملايين من الأمريكيين. ففي 5-6 نوفمبر/تشرين الثاني، فاز الرئيس الجمهوري المنتخب بـ295 صوتا متغلبا على منافسته المرشحة الرئاسية الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس التي حصلت هاريس على 226 صوتا.
واجتاز ترامب الحد الأدنى الحاسم من الأصوات والمتمثل في 270 صوتاً من أصل 538 صوتاً في المجمع الانتخابي، كما حصد الجمهوريون الأغلبية في مجلس الشيوخ أيضاً. وسيبدأ دونالد ترامب فترة ولايته الثانية بمجرد توليه منصبه في يوم التنصيب الذي سيكون يوم 20 يناير/كانون الثاني 2025.
تعهد دونالد ترامب، الذي سيعود إلى البيت الأبيض وفق نتائج الانتخابات الرئاسية، باتخاذ إجراءات بشأن قضايا تشمل الهجرة والاقتصاد والحرب في أوكرانيا. ويبدو أنه من المرجح أن يتمتع بدعم كبير لأجندته السياسية في الكونغرس، بعد استعادة حزبه الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ.
وفي خطاب النصر، تعهد ترامب: "سأحكم بشعار بسيط: الوعود المقدمة، والوعود التي تم الوفاء بها، سنحافظ على وعودنا". لكن في بعض الحالات، لم يقدم سوى القليل من التفاصيل حول كيفية تحقيق أهدافه. عندما سألته قناة فوكس نيوز في عام 2023، عما إذا كان سوف يسيء استخدام سلطته أو ما إذا كان سيستهدف المعارضين السياسيين، أجاب أنه لن يفعل ذلك، "باستثناء اليوم الأول". وقال: "لا، لا، لا، باستثناء اليوم الأول. سنغلق الحدود، ونقوم بالحفر، والحفر، والحفر. بعد ذلك، لن أكون ديكتاتوراً".
1 - ترحيل المهاجرين غير المسجلين:
أثناء حملته الانتخابية، تعهد ترامب بأكبر عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير المسجلين في تاريخ الولايات المتحدة. كما تعهد بإكمال بناء جدار على الحدود مع المكسيك، والذي بدأ خلال رئاسته الأولى. وبلغ عدد العابرين على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مستويات قياسية، في نهاية العام الماضي خلال إدارة بايدن وهاريس، قبل أن ينخفض في العام الجاري 2024. وقال خبراء لهيئة الإذاعة البريطانية إن عمليات الترحيل، على النطاق الذي وعد به ترامب، ستواجه تحديات قانونية ولوجستية ضخمة، وقد تؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي.
2 - إجراءات بشأن الاقتصاد والضرائب والتعريفات الجمركية:
أشارت بيانات استطلاعات الرأي إلى أن الاقتصاد كان قضية رئيسية للناخبين. ووعد ترامب "بإنهاء التضخم"، الذي ارتفع إلى مستويات تاريخية في عهد الرئيس جو بايدن، قبل أن ينخفض مرة أخرى، لكن تبقى سلطة الرئيس في التأثير المباشر على الأسعار محدودة. كما وعد ترامب بتخفيضات ضريبية شاملة، واقترح جعل الدخل الممنوح (الذي يقوم على الإكراميات) معفياً من الضرائب، بالإضافة لإلغاء الضريبة على مدفوعات الضمان الاجتماعي وتخفيض ضريبة الشركات.
واقترح فرض تعريفات جمركية جديدة لا تقل عن 10 في المئة على معظم السلع الأجنبية، لخفض العجز التجاري، وقال إن الواردات من الصين قد تتحمل تعريفة جمركية إضافية بنسبة 60 في المئة. وحذر بعض خبراء الاقتصاد من أن مثل هذه التحركات قد تدفع الأسعار إلى الارتفاع بالنسبة للمستهلكين.
3 - العفو عن بعض مثيري الشغب في أحداث 6 يناير/كانون الثاني:
قال ترامب إنه "سيطلق سراح" بعض المدانين بارتكاب جرائم، خلال أعمال الشغب التي وقعت في واشنطن العاصمة في 6 يناير/كانون الثاني عام 2021، عندما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول (مبنى الكونغرس) في محاولة لإحباط فوز جو بايدن في انتخابات عام 2020.
وألقي باللوم في العديد من الوفيات على أعمال العنف، التي اتُهم ترامب بالتحريض عليها. وقد عمل ترامب على التقليل من أهمية أعمال الشغب، وإعادة تعريف مئات المؤيدين له، الذين أدينوا، كسجناء سياسيين. ويواصل القول إن العديد منهم "مسجونون ظلماً"، رغم أنه أقر بأن "اثنين منهم، ربما خرجا عن السيطرة".
4 - إقالة المحقق الخاص جاك سميث:
وتعهد ترامب بأن يقيل - "في غضون ثانيتين" من توليه منصبه - المدعي العام المخضرم الذي يقود تحقيقين جنائيين ضده. ووجه المحقق الخاص، جاك سميث، الاتهام إلى ترامب بشأن الجهود المزعومة لقلب نتائج انتخابات 2020، وسوء تعامله المزعوم مع وثائق سرية.
وينفي ترامب ارتكاب أي مخالفات، وتمكن من منع القضيتين من الوصول إلى المحاكمة قبل الانتخابات، ويقول إن سميث عر ضه لـ "الاضطهاد السياسي". وسيعود ترامب إلى البيت الأبيض كأول رئيس على الإطلاق يُدان جنائياً، بعد إدانته في نيويورك بتزوير سجلات تجارية.
5 - إنهاء الحرب في أوكرانيا:
وانتقد ترامب انفاق الولايات المتحدة لعشرات المليارات من الدولارات، لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، وتعهد بإنهاء الصراع "في غضون 24 ساعة" من خلال صفقة تفاوضية. ولم يكشف ترامب عن ما الذي يعتقد أنه يجب على الجانبين التنازل عنه، إلا أن الديمقراطيين يرون أن هذه الخطوة من شأنها أن تشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويريد ترامب أن تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن الصراعات الخارجية بشكل عام، وفيما يتعلق بالحرب في غزة، وضع ترامب نفسه كمؤيد قوي لإسرائيل، لكنه حث الحليف الإسرائيلي على إنهاء عملياته العسكرية، كما تعهد بإنهاء العنف في لبنان، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
6 - لا حظر على الإجهاض:
وعلى عكس رغبات بعض مؤيديه، قال ترامب خلال المناظرة الرئاسية مع كامالا هاريس إنه لن يُوقع على قانون حظر الإجهاض على المستوى الوطني. وفي عام 2022 ألغت المحكمة العليا، التي أصبح أغلبية قضاتها من المحافظين بعد رئاسة ترامب الأولى، الحق الدستوري في الإجهاض.
وأصبحت حقوق الإنجاب موضوعاً رئيسياً لحملة هاريس، ووافقت العديد من الولايات على تدابير لحماية أو توسيع حقوق الإجهاض، أثناء يوم التصويت في الانتخابات الرئاسية. وقال ترامب نفسه مراراً، إن الولايات يجب أن تكون حرة في إقرار قوانينها الخاصة بشأن الإجهاض، لكنه لم يتمكن من صياغة رؤية متسقة خاصة به.
7 - تقليص قوانين تنظيم المناخ:
وخلال رئاسته الأولى، تراجع ترامب عن مئات الإجراءات المتعلقة بحماية البيئة، وجعل أمريكا أول دولة تنسحب من اتفاقية باريس للمناخ. وهذه المرة، تعهد مجدداً بخفض القيود التنظيمية، كوسيلة لمساعدة قطاع صناعة السيارات الأمريكية، وهاجم باستمرار السيارات الكهربائية، ووعد بإلغاء أهداف بايدن التي تشجع على التحول إلى سيارات أكثر نظافة.
ووعد ترامب بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، متعهداً "بالحفر والحفر والحفر" منذ اليوم الأول. ويسعى ترامب لفتح مناطق مثل براري القطب الشمالي للتنقيب عن النفط، وهو ما يزعم بأنه سيخفض تكاليف الطاقة، على الرغم من تشكك المحللين في ذلك.
يُذكر أنه في عام 2016، أصبح دونالد ترامب الرئيس الـ45 بعد حصوله على 304 أصوات انتخابية ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ثم ترشح مرة أخرى في عام 2020 لكنه هزم أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، الرئيس الحالي للولايات المتحدة.
تعليقات الزوار | اضف تعليق