بموجب قرار صادر عن الكونغرس أو عن طريق إعلان من الرئيس، عقب حصوله على تفويض من الكونغرس، يحصل مواطن حامل لنوعية أجنبية على المواطنة الفخرية للولايات المتحدة الأميركية. وعلى مر تاريخها، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية لمنح المواطنة الفخرية لثمانية أشخاص فقط. وقد مثل رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل أول من حصل على المواطنة الفخرية للولايات المتحدة الأميركية عام 1963.
ونستون تشرشل
خلال تصريح قدمه بالبيت الأبيض سنة 1963، أعلن الرئيس الأميركي جون كينيدي أن رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل صديق وفي ومخلص للولايات المتحدة الأميركية كما وصفه في الآن ذاته بـ"ابن أميركا". وبخطابه، أثنى كينيدي على خصال تشرشل ودوره في حسم الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء كما تحدث عن إنجازات رئيس الوزراء البريطاني السابق قائلا إنه نجح في حشد اللغة الإنجليزية لإرسالها للمعركة خلال النزاع العالمي الذي أودى بحياة ما يزيد عن 60 مليون شخص. إلى ذلك، مثلت هذه المرة الأولى التي يمنح فيها الكونغرس ورئيس البلاد مثل هذا التكريم. وفي الأثناء، اضطر ونستون تشرشل، الطاعن في السن، لمتابعة حفل تكريمه، وحصوله على المواطنة الفخرية، أمام شاشة التلفاز بمنزله بلندن.
راوول فالنبرغ (Raoul Wallenberg)
خلال العام 1981، منح الرئيس الأميركي رونالد ريغان المواطنة الفخرية للدبلوماسي السويدي راؤول فالنبرغ الذي عمل كجاسوس لصالح الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية وتنقل نحو المجر ليساهم في إنقاذ حياة نحو 100 ألف يهودي من معسكرات الموت النازية. وأثناء تواجده بالمجر، وقع فالنبرغ بقبضة القوات السوفيتية التي دخلت المنطقة. وعلى إثر ذلك، نقل الأخير نحو أحد السجون حيث اختفى بشكل نهائي. طيلة السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، طالبت الولايات المتحدة الأميركية، بأكثر من مناسبة، السوفيت بإعادة فالنبرغ أو تسليم جثته في حال وفاته.
وليام بن (William Penn) وزوجته هانا كالويل بن (Hannah Callowhill Penn)
يصنف وليام بن كمؤسس ولاية بنسلفانيا خلال فترة الاستعمار. إلى ذلك، توفي الأخير سنة 1718 ولم يعش ليشاهد تحول بنسلفانيا لواحدة من أهم الولايات الأميركية مع نهاية حرب الاستقلال. من جهة ثانية، لم تتردد زوجته هانا في السفر من إنجلترا نحو بنسلفانيا لإدارة شؤون المستعمرة عقب وفاة زوجها. وأثناء فترة رونالد ريغن، حصل الزوجان وليام بن وهانا كالويل بن على المواطنة الفخرية.
الأم تيريزا
ولدت الأم تيريزا بمدينة إسكوبية المقدونية وتوفيت عن عمر ناهز 87 سنة بكولكاتا بالهند. وخلال مسيرتها، قامت الأخيرة بالعديد من الأعمال الخيرية حيث أشرفت على منازل مخصصة لرعاية مرضى نقص المناعة الذين كانوا يحتضرون، وبناء مراكز إيواء لمرضى الجذام والسل. أيضا، أدارت الأم تيريزا العديد من المطاعم الفقراء، التي وفرت وجبات مجانية، ودور اليتامى والمدارس. وبفضل كل ذلك، نالت الأخيرة جائزة نوبل للسلام سنة 1979 كما منحت بشكل فخري لقب قديسة لدى الكنيسة الكاثوليكية. قبل وفاتها بنحو سنة، حصلت الأم تيريزا سنة 1996 على المواطنة الفخرية الأميركية التي منحها لها الرئيس بيل كلينتون.
أبطال حرب الاستقلال الأجانب
يحظى الفرنسي جيلبرت دو موتييه (Gilbert du Motier) والمعروف أكثر بالماركي دو لافاييت (Marquis de Lafayette) بمكانة هامة لدى الأميركيين حيث شارك الأخير بحرب الاستقلال الأميركية ضد البريطانيين ليكسب بذلك لقب بطل العالمين في إشارة للعالم القديم (أوروبا) والعالم الجديد (القارة الأميركية). إلى ذلك، توفي لافاييت سنة 1834. وبعد نحو 168 سنة، حصل الأخير سنة 2002 على المواطنة الفخرية الأميركية بقرار من الكونغرس والرئيس. وتماما كلافاييت، انتظر النبيل البولندي كازيمير بولاسكي (Casimir Pulaski) 230 سنة للحصول على النوعية الفخرية الأميركية. فخلال حرب الإستقلال، أنقذ الأخير حياة جورج واشنطن وأعاد هيكلة الجيش الأميركي قبل أن يقتل خلال حصار سافانا سنة 1779.
بحلول العام 2009، حصل كازيمير بولاسكي على المواطنة الفخرية أثناء فترة باراك أوباما. وإضافة للافاييت وبولاسكي، انتظر القائد العسكري الإسباني برناردو دي غالفيز (Bernardo de G?lvez) أكثر من 200 سنة للحصول على المواطنة الفخرية الأميركية. فخلال حرب الاستقلال، أم ن الأخير وصول الإمدادات للأميركيين والفرنسيين كما قاد عملية استعادة غرب فلوريدا. وفي الأثناء، حصل دي غالفيز على المواطنة الفخرية الأميركية سنة 2014 خلال فترة باراك أوباما.
تعليقات الزوار | اضف تعليق