ما هو أكثر اتجاهات السفر انتعاشًا لعام 2025؟ تتمثل الإجابة في كلمة واحدة وهي "المتعة"، وفقًا لرئيس تحرير مجلة "ناشيونال جيوغرافيك"، ناثان لومب، الذي تحدث قبل الكشف عن قائمة "أفضل ما في العالم لعام 2025"، وهي القائمة السنوية للعلامة التجارية لأكثر تجارب السفر إثارة للعام المقبل.
ويقول لومب:"هذا العام، نظرا لتعقيد الأوقات التي نعيشها وبعض التحديات الموجودة في العديد من الأماكن حول العالم، أردنا التركيز على تجارب شعرنا أنها ممتعة حقًا، والتي تلامس متعة السفر وإثارة الاكتشاف". وحصلت مدينة غوادالاخارا في المكسيك على مكان ضمن القائمة بفضل مهرجان "المارياتشي" الذي يُقام لمدة أسبوعين في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، حيث تقد م حوالي 500 فرقة عروضها على مسرح "Teatro Degollado" وفي الساحات العامة.
ويشير لومب إلى أن "الشوارع تنبض بالحياة من خلال الموسيقى، ما يجلب الكثير من الفرح". وتمثل مدينة بويسي في ولاية أيداهو وجهة أخرى للحفلات الثقافية، كونها موطن لأعلى نسب للشعب الباسكي في الولايات المتحدة. وبعد انقطاع دام 10 أعوام، يعود مهرجان "Jaialdi" في عام 2025، حيث تستضيف منطقة الباسك في المدينة حفلات يومية في الشوارع وعروض الرقص والموسيقى، بالإضافة إلى ليلة رياضية تشمل مسابقات تقطيع الأخشاب ورفع العربات.
وعلى الجهة الأخرى، وهي تجارب يسميها لومب "نوعًا من المرح اليقظ"، تنواجد أديرة الرهبان في إيطاليا، والتي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، حيث يُرحب بجميع الزوار للإقامة الرهبانية، بصرف النظر عن الانتماء الديني. ويرى لومب أنها فرصة للزوار للتواصل مع أنفسهم أو مع الآخرين "بطريقة يمكن أن تكون مؤثرة وذات مغزى حقًا".
وتشهد مدينة كورك الأيرلندية، وهي مسقط رأس نجم فيلم "أوبنهايمر" كيليان مورفي، نهضة حضرية بفضل خطة تنمية ضخمة بمليارات الدولارات من المقرر أن تكتمل بحلول عام 2028. ويقول لومب إن "كورك لطالما كانت مدينة ممتعة ذات ثقافة نابضة بالحياة. ويتميز سكانها بالود بشكل لا يصدق".
الوجهات السياحية الكبرى التي تضم معالم جذب جديدة
تتواجد أيضًا بعض الوجهات المدرجة ضمن القائمة التي تعج بالزوار، مثل بانكوك ولوس أنجلوس. وفي العاصمة التايلاندية، تسلط "ناشيونال جيوغرافيك" الضوء على أعمال الترميم الجارية في معبد "وات تشايواتانارام" البوذي، الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، ويُعتبر أحد أهم المعالم الأثرية في البلاد. وأُدرجت مدينة لوس أنجلوس ضمن القائمة نظرا للإضافات القادمة لمشهدها الفني، بما في ذلك تحويل طريق "Crenshaw Boulevard" إلى مساحات مجتمعية خضراء، مع تكليف أكثر من 100 فنان من البشرة السوداء بتزيين المنطقة.
وسيفتتح متحف "Lucas Museum of Narrative Art" (متحف لوكاس للفن السردي) خلال عام 2026 في حديقة "Exposition Park" الحضرية، حيث سيعرض أعمالاً جمعها مبتكر أفلام "حرب النجوم"، جورج لوكاس. وتُعتبر هايدا جواي، وهي مجموعة من الجزر قبالة ساحل كولومبيا البريطانية، الوجهة المفضلة للومب. ويتمكن الزوار في الموقع من تجربة "نوع مختلف تمامًا من الانغماس الثقافي"، مع أنشطة تشمل رحلات مشاهدة الحيتان ومقابلة الفنانين المحليين.
السفر البطيء
وقد يهتم العديد من محبي السفر البطيء بشكل خاص بعودة خدمة القطار الفاخر "Eastern & Oriental Express" في ماليزيا، التي تديرها شركة "Belmond" للقطارات الفاخرة. وخلال رحلات "ماليزية البرية"، يمكن للضيوف التعرف إلى النمور الملايوية المهددة بالانقراض وحضور دورة تصوير الحياة البرية.
ويُوضح لومب أن جمهور "ناشيونال جيوغرافيك" مهتم بالسفر النشط، لذا تضم القائمة تجارب من هذا القبيل، مثل المشي لمسافات طويلة على البراكين في غواتيمالا، أو تسلق الصخور في الهند. وفي غواتيمالا، يُعد بركان "فويغو"، الواقع في مدينة أنتيغوا، أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم، وتوفر رحلة إلى بركان "أكاتينانغو" المجاور له إطلالات لا مثيل لها.
كما يُعد وادي "سورو" في منطقة لاداخ الشمالية مركزًا لرياضة تسلق الصخور المتنامية في الهند، والتي تتوج بمهرجان "سورو" السنوي للأنشطة الخارجية في أغسطس آب وسبتمبر/أيلول. ويقول لومب: "نسل ط الضوء على غرينلاند هذا العام لأن الوصول إليها أصبح أكثر سهولة"، وذلك بفضل المطار الدولي الجديد والرحلات الجوية الجديدة إلى أمريكا الشمالية، مشيرا إلى أنها "واحدة من الأماكن المفضلة التي زارها على الإطلاق، وتُعد تجربة تعليمية للأشخاص الراغبين بفهم الطريقة التي يتغير بها الكوكب".
وفي اليابان، اختارت "ناشيونال جيوغرافيك" مدينة كانازاوا لعام 2025، كبديل لمدينة كيوتو المحبوبة للغاية التي تحظى بكثافة سياحية. ويشرح لومب قائلا:""نعتقد أن كانازاوا توفر طريقة بديلة مثيرة للاهتمام لتجربة بعض من النكهة التقليدية لليابان والثقافة المحلية الحقيقية في البلاد، ولكن بطريقة أكثر هدوءا وأقل إرهاقًا".
تعليقات الزوار | اضف تعليق