«السفر يعرفك على حقيقة الناس، ومعادن البشر».. لكن هل بالإمكان معرفة حقيقة شريك الحياة بلا سفر، ومن خلال تصرفاته؟.. وإلى أي مدى يمكن للمرء أن يتقبل وجود شخص نرجسي في حياته؟ يكتشف الناس أنهم مضطرون للتعامل مع شخص لا يهتم إلا بأموره الشخصية ومصالحه، وقد يكون الاكتشاف مبكراً، فيستطيعون الإفلات من التعامل معه، لكن معظم الناس تسحرهم دائماً البدايات، ولا يكتشفون مساوئ الارتباط بالشخص النرجسي، إلا بعد أن «تقع الفأس في الرأس».
ليس شرطاً أن يرتبط المرء بزوج أو زوجة، من ذوي الطباع النرجسية، بل قد يكون هذا الشخص صديقاً أو زميلاً أو شريكاً، أو حتى جاراً ملاصقاً لبيتك. وهنا مكمن الصعوبة، الاضطرار للتعامل مع شخص يفضل نفسه على الآخرين، ولا يعبأ باحتياجاتهم واهتماماتهم، ويرغب في أن يكون هو المستفيد الوحيد من أي علاقة هو فيها، فهو لا يرى سوى نفسه، ويتعامل مع الآخرين من خلال رغباته وحاجاته ومشاعره، وهذا الأمر ينطبق على النوعين.
وقد يجد الشخص نفسه متورطاً مع هذا الصنف من البشر، ويصعب التخلص من التعامل معه، لذا لا بد من وجود نصائح يقدمها علماء النفس، يمكن للشخص السوي التعامل معها، لكي يحافظ على نفسه أولاً، ولا ينجر وراء الشخصية النرجسية، التي قد تؤذيه، دون سبب مباشر. وينصح أخصائي الطب النفسي، الدكتور محمد طه، في كتابه «علاقات خطرة»، بالحفاظ على التوازن النفسي، عند التعامل مع الأشخاص النرجسيين، بما يلي:
1 - على الشخص أن يحب نفسه، ويعي قدراته جيداً، كي لا يقع تحت تأثير الاكتئاب والانعزال، نتيجة الأفعال التي يقوم بها الشخص النرجسي، وتفضيل نفسه على الآخرين.
2 - من المهم أن يحافظ الشخص على خطوط دفاعية؛ لكي يشعر بقيمته، بحيث ينطلق للدفاع عن نفسه، في حال تجاوز الشخص النرجسي حدوده معه.
3 - عدم الخجل والقلق من كشف مشاعرك تجاه الشخص النرجسي، ومواجهته بحقيقته؛ لكي لا يبقى يظن أنه متفوق عليك.
4 - لا تحاول أن تشتكي لأحد؛ لأن الشعور الذي يعتريك في مواجهة الشخص النرجسي لن يفهمه سواك، لذا واجه هذا الشخص، ودافع عن حقوقك وإنسانيتك.
5 - حاول قدر الإمكان عدم الاختلاط به، أو التعامل معه، ويفضل الانفصال عنه، إن كان ذلك ممكناً، وحاول البحث عن بداية جديدة بعيداً عنه.
6 - عدم إتاحة المجال للشخص النرجسي لإيذائك بدنياً، فمعظمهم يميلون إلى الإيذاء الجسدي، في حال شعروا بضعف موقفهم، وإذا وصلت إلى هذه النقطة، فيجب قطع العلاقة فوراً.
تعليقات الزوار | اضف تعليق