لم تكن رحلته وردية، بدأ في عمر مبكرة مسيرته نحو تحقيق الثروة، سافر وتغرب وترك بلاده مراهقا ليبني ثروة مليارية ضخمة، ويصبح ثاني أغنى شخص من القطاع الخاص في الإمارات. وصل يوسف علي إلى الإمارات العربية المتحدة من الهند عندما كان مراهقا في عام 1973. وكافح بداية من متجر بقالة أنشأه ولأول مرة في العاصمة أبوظبي خلال عام 1974، وتحول المتجر خلال السنوات الماضية إلى مجموعة ضخمة من سلاسل التجزئة، تم طرحها للاكتتاب العام في العاصمة أبوظبي.
ومن المنتظر إدراج أسهم شركة لولو للتجزئة القابضة للتداول، اعتبارا من يوم الخميس القادم الموافق 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. كان يوسف علي على موعد مع بداية جديدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تم طرح 3098.7 مليون سهم، ما يعادل 30%، وقد تمت تغطية الاكتتاب بأكثر من 25 مرة عبر جميع الشرائح، وتجاوز إجمالي الطلبات 135 مليار درهم (حوالي 37 مليار دولار).
اكتتاب "لولو" في أبوظبي
أسفرت عملية بيع الأسهم - الأكبر في الإمارات هذا العام - عن ارتفاع صافي ثروة علي إلى 7.1 مليار دولار، مما عزز مكانته كثاني أغنى شخص في القطاع الخاص في الإمارات، وفقًا لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، وذلك بعد مسيرة امتدت منذ تأسيس أول متجر بقالة، واستمرت لنحو 51 عاما.
ولد يوسف علي في الهند عام 1955، وبدأ مسيرته المهنية في تجارة التجزئة في الإمارات. مع نمو شركته، لولو هايبر ماركت، أصبح اسمًا بارزًا في قطاع التجزئة في المنطقة. وقد ساهم بشكل كبير في تطوير هذا القطاع. سرعان ما نمت متاجر لولو في الإمارات، والتي تقدر حجم مبيعاتها السنوية بنحو 8 مليار دولار، وتوظف المجموعة أكبر عدد من الهنود خارج الهند.
تنويع الأعمال
بدأت مجموعة لولو الدولية عملياتها كمشروع أعمال عائلي. بعد انضمامه إلى العمل، قام يوسف علي بتنويع أعماله ليشمل استيراد وتوزيع المنتجات المجمدة من أوروبا والولايات المتحدة. كما بدأت المجموعة أيضًا في إنشاء المخازن الباردة واللحوم ومصانع تجهيز الأغذية والاستيراد والتوزيع على نطاق واسع لمجموعات الفنادق وشركات التموين وخدمات الشحن. بحلول الثمانينيات، كان للمجموعة حصة كبيرة في سوق المواد الغذائية بالجملة والتجزئة في الإمارات العربية المتحدة.
نمت المجموعة إلى مجموعة دولية مع عمليات منتشرة في ثلاث قارات. تم تصنيف سلسلة متاجر التجزئة الرئيسية للمجموعة من لولو هايبرماركتس وسوبرماركتس حاليًا كأحد اللاعبين الرئيسيين في قطاع التجزئة في الشرق الأوسط مع أكثر من 100 متجر في دول الخليج.
سلسلة من عمليات الاستحواذ
تواصلت مسيرة يوسف علي ليطلق سلسلة من عمليات الاستحواذ، ففي عام 2013، بدأ سلسلة استحواذات على البنوك وزاد حصته في البنك الفيدرالي في ألوفا إلى 4.47%. وفي انفس العام امتلك 9.37% من حصة مطار كوشين الدولي. كما اشترى 10% في شركة الهند الشرقية التجارية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، وحصة 40% في شركة الأغذية الفاخرة التابعة لها مقابل 85 مليون دولار في المجموع.
وفي عام 2014، استحوذ على حصة بنحو 2% من بنك جنوب الهند آخر في تريشور. وفي عام 2016، اشترى يوسف علي مبنى سكوتلاند يارد في لندن. وفقًا لمجلة فوربس الشرق الأوسط، احتل يوسف علي المرتبة الأولى في قائمة أفضل 100 مالك أعمال هندي في العالم العربي لعام 2018.
"لولو" تستهدف افتتاح 100 متجر جديد
وتستهدف المجموعة افتتاح 100 متجر جديد في غضون السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة. كما تمتلك المجموعة أيضًا العديد من مراكز التسوق، وهي الخالدية مول، الراحة مول، الوحدة مول، المشرف مول، مدينة زايد مول، مزْيد مول، الرملي مول، رأس الخيمة مول، الفوعة مول، الخور مول، الرياض أفينيو مول في المملكة العربية السعودية، وعُمان أفينيوز مول المنتشرة في دول مجلس التعاون الخليجي.
تمتلك المجموعة هيكلًا تنظيميًا واسعًا يضم أكثر من 50.000 موظف، يمثلون عشرات ال ت المختلفة، من بينهم أكثر من 25000 من الهنود. ولدى المجموعة 240 متجراً، بما في ذلك 26 فرعا في إمارة دبي من بين 109 فروع في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تعليقات الزوار | اضف تعليق