يفرح عشاق بيتكوين باستمرار العملة المشفرة في تسجيل أعلى مستوياتها على الإطلاق. ففي وقت سابق من هذا الشهر، تجاوزت أعلى مستوى لها منذ فترة طويلة عند أقل من 74.000 دولار، وفي غضون أسابيع قليلة ارتفعت بأكثر من 25%. وبسعر 100.000 دولار، وهو هدف كان العديد من المستثمرين يحلمون به في السابق، أصبح على مسافة قريبة من تحقيق هذا الهدف.
إن توقيت هذا الصعود ليس مصادفة على الإطلاق، فالرئيس المنتخب وإدارته القادمة يعتبران مؤيدان للغاية لعملة بيتكوين والعملات المشفرة ككل. ويأمل المستثمرون أن يفي بوعوده الانتخابية، حيث أشار إلى تبني نهج مؤيد للعملات المشفرة، حتى إنه قال إنه يعتزم جعل أميركا "عاصمة العملات المشفرة في العالم". والآن مع اقتراب سعر بيتكوين من حاجز 100 ألف دولار و"نشوة العملات المشفرة" على قدم وساق، فهل حان الوقت الآن للشراء؟ وللإجابة على هذا السؤال استعرض أسباب قفزة بيتكوين وعوامل الاستمرار.
صناديق الاستثمار المتداولة الفورية نقطة تحول
في يناير/كانون الثاني، وافقت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على صناديق الاستثمار المتداولة الفورية للبيتكوين، مما مكن شركات إدارة الأصول العملاقة مثل "بلاك روك" من البدء في تقديم هذه المنتجات. وأدى هذا القرار إلى توسيع نطاق الوصول إلى السوق بشكل كبير للمستثمرين الكبار والصغار.
يتم التداول في تلك الصناديق من خلال شركات الوساطة التقليدية بنفس الطريقة التي تشتري بها وتبيع بها أسهم شركة "أبل"، مما يزيل التعقيدات التي تنطوي عليها التداول من خلال بورصات العملات المشفرة. تخضع صناديق الاستثمار المتداولة لتنظيم صارم من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات، مما يضفي نوع من الثقة والشرعية التي وسعت قاعدة المستثمرين المهتمين بعملة بيتكوين، لتتضمن المؤسسات الاستثمارية.
المؤسسات عامل حاسم في استمرار قوة بيتكوين
قطعت بيتكوين شوطًا طويلاً في توسيع قاعدة المستثمرين لديها، لكنها لا تزال سوقًا متخصصة إلى حد ما. يمتلك أقل من 15% من البالغين أصولًا رقمية. بينما يمتلك ما يقرب من ثلثي الأميركيين أسهمًا. لا يزال هناك الكثير من الخوف؛ يقول 63% من البالغين في الولايات المتحدة إنهم ليسوا واثقين جدًا أو غير واثقين على الإطلاق من أن العملات المشفرة آمنة.
ومن المثير للاهتمام أنه على الرغم من تأخر شرائهم نسبيًا، فإن نسبة أكبر بكثير من المؤسسات الاستثمارية تتعرض للبيتكوين، إذ يستثمر حوالي 60% ما لا يقل عن 1% من أصولهم. لذا، يبدو أنه من الأسهل على تلك المؤسسات زيادة تعرضها بنسبة 1% أو 2%، من أن يغير جزء كبير من سوق التجزئة وجهات نظره بشأن بيتكوين. إذ يمثل 1% أو 2% قدرًا هائلاً من رأس المال، وقد يحقق النمو اللازم لدفع المستثمرين الأفراد الأكثر حذرًا إلى السوق.
هل فات أوان شراء بيتكوين؟
قال الملياردير ورجل الأعمال الأميركي، وارن بافيت، ذات يوم إن المستثمرين يجب أن يكونوا خائفين عندما يكون الآخرون جشعين وأن يكونوا جشعين فقط عندما يكون الآخرون خائفين. مع تحطيم بيتكوين للأرقام القياسية واقترابه من 100,000 دولار، يبدو أن الجشع قد تغلب على السوق وقد يكون الآن وقتًا جيدًا للانتظار، ما يعد تفسيراً معقولاً، وإذا كنت مستثمرًا أكثر تحفظًا في تجنب المخاطرة، فقد يكون هذا هو التحرك الصحيح. لا أحد يريد الشراء في القمة، أليس كذلك؟
ومع ذلك، نظرًا لأن ما يقرب من ثلثي الأميركيين ما زالوا خائفين من العملات المشفرة، فربما لا نزال في نموذج "عندما يكون الآخرون خائفين". من المؤكد أن الشراء في القاع سيكون دائمًا أفضل حالة. المشكلة تكمن في عدم القدرة معرفة متى سيحدث ذلك. من الممكن تمامًا الانتظار حتى حدوث انهيار لا يأتي أبدًا.
ومع ذلك، قد تجد بمرور الوقت أن العواقب المترتبة على الشراء في قمة الارتفاع ليست كبيرة كما تظن. فعلى مدار السنوات السبعين الماضية، إذا اشتريت في كل مرة يصل فيها مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، فلن يعود عليك سوى عائد أقل بنحو 1% مقارنة بتوزيع هذا الاستثمار على مدار الوقت. إذا اشتريت في المرة الأخيرة التي بلغ فيها بيتكوين ذروته على مدار عدة سنوات، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فستكون أرباحك حاليًا أعلى بنحو 50%. وهذا سيكون ضعف عائد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" تقريبًا خلال نفس الفترة.
تعليقات الزوار | اضف تعليق