الفنانة سلاف فواخرجي ، كانت في عمان ، من اجل تصوير ثالث مسلسل تلفزيوني لها هذا العام ، وهو مسلسل " شهرزاد " الذي كتبه الكاتب الاردني جمال ابو حمدان واخرجه المخرج التونسي شوقي الماجري ، بعد ان انتهت من تصوير عمليها السابقين " احلام كبيرة " و"عصر الجنون". هذه المسلسلات سيجري عرضها في العديد من الفضائيات العربية في شهر رمضان القادم.
موقع " فرفش " ، التقى الفنانة سلاف فواخرجي ، وحاورها حول اعمالها ، ومسيرتها الفنية ، ورؤيتها للمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة.
• ما هو سبب زيارتك للأردن ؟
هيام ابو النعاج مراسلة فرفش في عمان تحاور سلاف فواخرجي
• انا هنا من اجل تصوير دوري في مسلسل " شهرزاد " ، الذي اقوم فيه بدور شهرزاد ، وهي شخصية رسمها الكاتب جمال ابو حمدان ، بشكل يختلف كثيرا عن صورتها التي عرفناها في الف ليلة وليلة ، فشهرزاد كانت تطرح قضية اجتماعية في "ليالي ألف ليلة وليلة" التي قصتها على شهريار ، اما في هذا المسلسل ، فهناك الكثير من الاسقاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعطي نوعا من الحداثة لشهرزاد دون ان تتخلى عن صورتها الكلاسيكية المحفورة في الوجدان . هذا المسلسل من انتاج المركز العربي ، وهو من نوعية الانتاج الفانتازي الضخم .
• وماذا عن الاعمال الاخرى ؟
• هناك عملان اخران هما " احلام كبيرة " ، وهو من تأليف أمل حنو ، واخراج حاتم علي ، وانا ضيفة شرف على هذا المسلسل ، العب دور فتاة تحب شابا من دين اخر ، وهناك اشكالية ما في هذا العمل ، كما ان هناك طرحا جديدا ، ومعالجة شفافة . اما العمل الثاني ، فهو " عصر الجنون " تأليف هاني السعدي ، واخراج مروان بركات ، واقوم فيه بدور بنت عندها هشاشة عاطفية ، ومريضة بالغيرة على حبيبها ، وهي انسانة عصبية موتورة ، ودورها صعب ومعقد، لكنني استمتعت كثيرا وانا أؤديه.
• هذه هي الاعمال التي انتهيت من تصويرها ، فهل هناك اعمال جديدة لم تصور بعد ؟
رأيت القدس على مرمى حجر مني فبكيت
• هناك عمل جديد بعنوان " التغريبة الفلسطينية" ، للكاتب وليد سيف ، واخراج حاتم علي ، وهو عمل يحكي عن احتلال فلسطين ، واعتقد انه من الاعمال المهمة ، وانا اقوم فيه بدور " سلمى " الفلسطينية ، هذا العمل هو جزء من الواجب الذي يتحتم علينا عمله تجاه فلسطين .
• هل يعني هذا انك ادرت ظهرك للمسرح ؟
• ابدا ، ولكن الظروف الان غير مناسبة مسرحيا ، وقد كانت تجربتنا الاخيرة مع مسرحية " لشو الحكي " التي اعدها واخرجها وائل رمضان عن المجموعة الشعرية الخاصة بالشاعر الكبير محمد الماغوط ، " سأخون وطني " ، دليلا على ان المسرح لم يعد يمتلك الاجواء التي تساعد على تقدمه وتطوره ، فقد بدأنا بعرض هذه المسرحية قبل الحرب على العراق ، وحين حدثت الحرب ، اضطررنا لايقاف العرض لأن الناس كانت متسمرة امام شاشات التلفزيون ، ولا تريد ان تفعل شيئا ، وحين بدأت غيوم الحرب تنقشع ولو قليلا ، حاولنا اعادة عرض المسرحية ، ولكننا وجدنا ان الطروحات التي قدمناها في العمل لم تعد مناسبة لفترة ما بعد الحرب.
• وانت تصورين " شهرزاد " حدث معك موقف مؤثر ، هل لنا ان نتعرف على هذا الموقف؟
• كنا نصور في منطقة الاغوار ، وعند المساء شاهدنا اضواء على الضفة الاخرى للنهر ، وحين سألنا عن مصدر هذه الاضواء ، قيل لنا انها اضواء مدينة القدس ، عندها لم استطع السيطرة على دموعي ، فهذه هي المرة الاولى التي ارى فيها فلسطين على مرمى حجر مني ولا استطيع الوصول اليها . كان موقفا صعبا جدا ، ولا يمكنني وصف هذا الموقف المؤثر مهما اوتيت من بلاغة ، فهو ابلغ من الوصف . اذا كيف يمكن لانسان ان يرى وطنه امام عينيه ولا يستطيع الوصول اليه . هذا المشهد جعلني اعي تماما مأساة الانسان الفلسطيني الذي يرى وطنه بام عينيه ، ويمنع من اقتراب من حدود هذا الوطن.