شهد الشهر الفضيل وما زال يشهد، العديد من الافطارات الرمضانية الجماعية. الاسباب التي تقف وراء هذه الافطارات، على ما يبدو، كثيرا ما تكون بعيدة جدا عن الشهر الفضيل وحسناته، فنحن غالبا ما نلاحظ ان هذه الافطارات انما تقام للموسرين من الناس، وانها لا تعدو في بعض الاحيان ان تكون دعاية" انتخابية" لهذه الجهة او تلك من الجهات.. مما يسقط عنها صفات الشهر الكريم ويدخلها في حيز المصالح الشخصية الضيقة.
من يحضر هذه الافطارات يلاحظ ، ذلك السرف والبذخ اللذين يقدمهما الداعون والمنظمون، فمن افخاذ الانعام الى صدورها المشوية جيدا، الى الحمائم المحشوة بالارز والصنوبر. وماليها من اطعمة باذخة.
السؤال الذي يُطرح هنا: اين الفقراءُ من هذه الافطارات؟ وهل هي تقام للاغنياء فقط؟ واذا كانت تقام لهؤلاء، ما الغاية منها؟ والسؤال الاكثر الحاحا هو: لماذا تقام هذه الافطارات للمقتدرين من الناس وبامكانهم ان يجدوا الافطارات الفاخرة في كل بيت.. بما فيها بيوتهم؟ ثم لماذا لا توزع الملبالغ الطائلة التي يدفعها المنظمون.. على ابناء العائلات المستورة ممن لا يجدون قوت افطارهم؟ كي يكون رمضان شهر الحسنات لا شهر المجاملات؟ سؤال ينتظر الاجابة والتعقيب.. فقد آن الوقت لمناقشة هذه القضية الاجتماعية الحارقة.. بانتظار التعقيبات ارجو لقراء فرفش كل خير.. واقول لهم: رمضان كريم.