الأحداث الأخيرة التي شهدها ميدان بلدية تل ابيب الذي تحول الى ساحة حرب، ثم امتدت نيرانها الى الشوارع الرئيسية للمدينة التي لم تشهد في تاريخها أحداث عنف بهذا الحجم حين انتفض القادمون من اثيوبيا ضد الشرطة الاسرائيلية ومؤسسات الدولة، انما تؤكد بأن المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع عنصري وان عنصريته منهجية ضد كل من هو غير اشكنازي وغير متحرر وغير أصلاني (المواطنون القدامى وليس القادمين الجدد)، وان أحداث العنف جاءت نتيجة تفجر الغضب الكامن في نفوس هذه الفئة القليلة التي تشكل 2% من مواطني الدولة.
ان حالة الخوف والذعر التي بدت على المسؤولين في الحكومة من وزراء وقادة أحزاب وقيادات الشرطة، لم تكن نابعة من 500 متظاهر اثيوبي فقدت قوى الأمن السيطرة عليهم خلال التظاهرة، وإنما خوفهم الحقيقي هو مما يخبئه المستقبل لهذه الدولة التي تفشت فيها العنصرية بشكل منفلت بات من الصعب السيطرة عليها.
أحداث العنف جاءت نتيجة تفجر الغضب الكامن في نفوس هذه الفئة القليلة
التي تشكل 2% من مواطني الدولة
ولا بد ان هؤلاء المسؤولين يضعون في حساباتهم "الانتفاضات" المستقبلية التي من المحتمل ان تتفجر في المستقبل سواء من قبل المتدينين (الحريديم) او من قبل المواطنين العرب الذين يعانون الامر ين من سياسات التمييز والتضييق وهدم البيوت، أو الأقلية الدرزية التي تشعر بالاجحاف في حقها رغم انها فئة لا تقصر بواجبها تجاه الدولة، فكل هذه الفئات هي قنابل موقوتة قد تنفجر في وجه السلطة في أي وقت.
الاثيوبيين مواطنون درجة ثانية
لكن يبقى الجانب الآخر ألا وهو تعامل الشرطة مع هذه الأحداث، فالعرب لا ينتفضون مثل الاثيوبيين في شوارع تل ابيب ليس بسبب الضعف بل لأن هذه المؤسسة العنصرية تقمع الأقليات حسب سل م تدريجي تصنف فيه هذه الأقليات، فالمؤسسة تنظر الى الاثيوبيين على انهم مواطنون درجة ثانية، وتنتهج سياسة ضبط النفس اتجاههم، وكذلك الامر بالنسبة للمتدينين اليهود فهي تتعامل معهم على انهم مشاغبون وتكبح جام غضبهم، ولكنها بالمقابل تنظر الى العرب من مواطنيها على انهم اعداء للدولة وقد لا تتردد في قمعهم بالقوة، التي قد تصل حد القتل، واحداث اكتوبر 2000 آخر الشهود على عنف الشرطة تجاه العرب.
ينظرون الى العرب من مواطنيها على انهم اعداء للدولة
فضلا عن قتل العشرات منهم فرادى في احداث هنا وهناك. لذلك فان التصريحات والتحذيرات التي تصدر اليوم عن مسؤولين اسرائيليين والتي تنذر بخطر وقوع حرب اهلية لها ما يبررها فأهل العنصرية أدرى بسياساتهم!!
تعليقات الزوار | اضف تعليق