تختلف طبيعة البشر عن بعضهم بعضاً، باختلاف التربية والنشأة والبيئة والعادات والتقاليد. وعلى الرغم من أن البشر متشابهون غالباً، فإنهم يختلفون في طريقة التفكير، واتخاذ القرار، وضبط النفس في المواقف الحاسمة. ومن بين النماذج المختلفة للبشر، هنالك الأشخاص العصبيون الذين لا يستطيعون كبح جماح أنفسهم عند الغضب، وقد يؤدي ذلك إلى التهور في اتخاذ القرارات، والأمر عبارة عن طبيعة إنسانية، يمكن التغلب عليها بالتدريب.
ويبلغ الغضب بالناس، غالباً، كردة فعل على موقف معين، لكن الأجواء المحيطة تساهم أيضاً في إشعال هذا الغضب، بسبب موقف معين متكرر، أو إنسان حقود يمارس تصرفاته السلبية عليك. وكوننا نعيش هذه الأيام في شهر رمضان، فإن الجوع والعطش وعدم شرب القهوة، قد تدفع إلى انطلاق شرارة الغضب، التي يبين موقع الاجتماعي وجود إشارات يحملها الإنسان الغاضب في شخصيته، قد تطلب تدخلاً حقيقياً لمعالجة سرعة غضبه.
ومن أبرز هذه الإشارات: تفكير الشخص بنفسه دون مراعاة الآخرين، ويظهر ذلك من خلال تصرفاته كقيادة السيارة بسرعة جنونية مثلاً، أو خوض الشخص نقاشات حادة بشكل مستمر مع جميع من حوله، حيث يبدأ بالصراخ والمشاجرة بصورة دائمة. ولا يتوقف الشخص العصبي عادة عن الشتم بصورة علانية وبصوت عالٍ، كما يعاني الشخص صاحب العصبية المفرطة فقدان الثقة بمن حوله، ويشعر بأن جميع من حوله سيخذلونه، كما تعد السخرية التي يلجأ لها هذا الشخص من أبرز العلامات التي تشير له.
ويمكن إدارة الغضب لدى الشخص الذي يعاني العصبية المفرطة، من خلال التدرب على ضبط النفس عند الحديث، ومحاولة عدم الإساءة للشخص الآخر، وبالمعنى الشعبي "عد للعشرة قبل الكلام". وأيضاً، يمكن الانسحاب من المشهد والاختلاء بالنفس، قبل العودة مجدداً إلى الشخص نفسه الغاضب منه، وشرح الأمر له بهدوء وعقلانية وبصورة غير تصادمية. كما يمكن للنشاط البدني المساعدة على تقليل التوتر، الذي قد يسبب الشعور بالغضب.
تعليقات الزوار | اضف تعليق